النص المسرحي ( نساء شكسبير ) 2015 - 2016 تأليف : سامح عثمان
نساء شكسبير
(لحظات من حياة
وليم..ربما حدثت..وربما لم)
تأليف
سامح عثمان
الشخصيات
. وليم شكسبير
. آن (زوجته)
. آلن (عشيقته و ملهمته)
.اوفيليا
. ديدمونة
. ليدي ماكبث
. تيتانيا
. كليوباترا
. جولييت
. الممثل الجوكر :
(وهو الممثل الذي سيقوم بأدوار < هاملت – عطيل – انطونيو – قيصر – ماكبث – روميو )
ويجوز الاستغناء عنه وتحميل وليم نفسه تجسيد هذه
الشخصيات أو تفكيكها لممثل بطل لكل لوحة كيفما رأي المخرج
. تم الاستعانة في متن النص بأجزاء من سونيتات شكسبير وايقونات مسرحياته الرئيسية ( هملت – عطيل – ماكبث – حلم ليلة منتصف الصيف – روميو وجولييت – كليوباترا )
. لا يوجد شئ محقق تاريخيا بشكل مقطوع به...وكل ما
جاء حول شكسبير في هذا النص يبقي وجهات
نظر نقدية أو تاريخية اشتبك معها المؤلف لخلق عمل درامي عن وليم ومنه ايضا مستندا لقراءات عدة
واستنباطات ووجهات نظر مختلفة
صوت v o :
وليم شكسبير...ربما كان يجلس وليم في مكتبة ذات مساء
ما...ربما دعته آن زوجته وأم طفلتيه سوزانا وجوديث للعشاء ولكنه فضل أن
يكتب...وربما ايضا عاندت قلمه الفكرة في يوم عاصف ..ربما كانت السماء تمطر فيه
اوراقا...وربما خرج من منزله بحثا عن فكرة تحت عاصفة الورق...ربما...ربما...ربما
(أمام القصر)
. في الخلفية الشاشة تبث صورة قصر مهيب منتمي الي العصر
الاليزابيثي
. موسيقي طقسية ترجعنا الي هذا العصر
. امكانية استخدام دخان ايضا
. وليم يظهر باحثا عن شئ ما ثم يختفي ثم يعاود الظهور
والبحث مرة اخري
وليم – كانت هنا..!...لا ..بل هناك...مممممم..لعلها خلف هذا الباب
العتيق..او ربما صعدت الي سطح المنزل..(يهم بالصعود)..يا إلهي..!!..القبو...ربما
كانت في القبو (يهم بالذهاب)..لا..لا لا لا..ليست بالقبو...كنت هناك منذ قليل..أين
ذهبت..؟!..يالها من قديسة عاهرة..!!
(تظهر زوجته آن باحثة عنه)
آن – ماذا تفعل يا وليم ..؟!..لماذا تركت فراشك لتخرج من المنزل في هذا
الليل العاصف..؟!
وليم – ابحث عنها يا آن..أدمت قلبي بنت اللئيمة
آن – عن ماذا تبحث يا وليم..؟!
وليم – الفكرة يا آن...
آن – الفكرة..؟!
وليم – لا..بل الشخصية
آن – الفكرة ام الشخصية..؟!
وليم – الدافع..ابحث عن الدافع
آن – حدد
وليم – الفكرة...الفكرة يا آن
آن – (مشفقة عليه)...حسنا ادخل واذهب الي فراشك وستأتي اليك
وليم – لا...لم تأتي ولن...طاوعها قلبها القاسي علي الهجر
آن – وليم انت بحاجة لأن تهدأ..ثم..
وليم – ثم ماذا...؟!...لا يمكنني الدخول يا آن والسماء تمطر أوراقا
آن – تمطر اوراقا..؟!
وليم – نعم...انظري...ها هي تمطر اوراقا...السماء تحرجني يا آن...لا حجة لي
اذن..الله يرسل الاوراق في عاصفة...(يخرج ريشة ومحبرة من جيبه) وها هي ريشتي
ومحبرتي...لم يتبقي سوي الفكرة
آن – واين هي اذن..؟!
وليم – هاهي ..تتلألأ بجانب هذا النجم في السماء بسمو عظيم...لا..بل كانت
تتلوي بين فخذي عاهرة في دنس رهيب...رأيتها في عيني طفل برئ..مطبوعة علي مقبض خنجر
سفاح كان طيب القلب يوم ما ثم دفعه العالم للقتل..بين يدي حبيبين ينشدان
العشق..تطل من ثقوب ناي عذب..تقطن بين خصلات شعر مجنون يقذفه الناس بالحجارة..تحت
سرير يشهد اكبر موقعة زنا...في حرارة انفاس الشيطان وفي عذب اقوال
الرب...اللعنة...(يصرخ) اين انت...؟!!
آن – رفقا بنفسك يا وليم...ان السماء من الأصل لا تمطر أوراق
وليم – ماذا..؟!..سحقا يا آن لترهات حديثك...سحقا
آن – السماء تمطر ماءا يا وليم...واحيانا ثلوج...لكنها ابدا لا تمطر اوراق
وليم – اذن ما هذا..لتريها ايتها السماء اوراق الرب التي ارسلها لي مع
العاصفة..شاهدي بقلبك يا آن اوراق الرب
(المسرح يمطر اوراقا عبر الشاشة في الخلفية)
وليم – اترين يا آن.؟!
آن – وليم شكسبير يا زوجي النبيل..أنا لا أري سوي المطر
وليم – كنت ترينها في الماضي قبل أن نتزوج..كنت ترينها عندما ارتكبنا
الخطيئة معا...كنت ترينها قبل انجاب سوزانا وجودث
آن – ابنتيك الحبيبتين
وليم – نعم..اذهبي لهن بالداخل يا آن...اذهبي واتركيني هنا تحت امطار
الورق..ابحث عن الفكرة
آن – (تربت علي كتفيه) لكل شئ ضريبته يا وليم...أنا بالداخل في انتظارك بعد
أن...بعد أن تعثر علي فكرتك
(تدخل آن تاركة وليم في متاهته)
وليم – آااااااه...مجنونا بملاحقتها..مجنونا بمطاردتها...متطرفا في
اقتناصها واعتناقها..هي النعيم الذي يعقبه الندم...هي الأشياء كلها...لا يعرف
المرأ كيف ينأي بنفسه عن الجنة التي تقود النفس بعد ذلك الي الجحيم
(تدخل عشيقته آلن في شقاوة واثقة)
آلن – وليم...
وليم – (يهب من مكانه)...آلن...!!!
آلن – كيف احوالك يا شكس..؟
وليم – افتقدك يا آلن...افتقدك بشدة
آلن – وحدك بينما تمطر السماء اوراقا
وليم – انتظرك يا ملهمتي
آلن – الرب ارسل الاوراق...والريشة والمحبرة في جيبك..
وليم – لكن القلب بحاجة إلي..
آلن – الي ماذا..؟
وليم – (يمسك بها) الي آلن...
آلن – (تضحك)..عشاقي كثر كما تعلم يا شكس
وليم – لا شأن لي بهم...شعراء ..رسامون...مجانين...لا شأن لي بهم...حينما
تسير الإلهة علي الأرض وجبت الصلاة علي الجميع
(تضحك في عذوبة)
آلن – اعشق كلماتك يا شكس
وليم – اعشق عينيك..فهما مصدر كلماتي...إن تذوقتي حروفي جيدا لعرفت انها
منك ردت اليك
آلن – اتعلم..؟ احيانا أشعر انني ربما في عالم موازي كنت اخلصت لك
وحدك..أقسم..
وليم – بلا قسم ..أصدقك..رغم علمي انك تكذبين..
آلن – ماذا..؟!
وليم – تكذبين معي..وانا اكذب معك..لنخفي بالكذب الجميل اخطائنا
آلن – ما هذه المعادلة يا شكس..؟
وليم – معادلة غرامك...(تنظر له في دهشة)..يا إلهي..!!..اقتليني بتلك
النظرة...أنا شبه ذبيح...أقتليني دفعة واحدة بنظراتك
ألن – كيف تريدني الليلة تحت امطار الورق..؟
وليم – كوني حكيمة القلب مثلما انت قاسية العينين...دعيني ادخل قلبك
المغرور المنحرف عن الصراط المبين..لعلي انتحر وأدفن هناك
ألن – تهوي القلوب المشاكسة يا وليم..؟
وليم – بل أهوي قلبك المشاكس .. والحزن الأبدي في عينيك
آلن – للحزن قصة
وليم – وللقلب قصة أخري
آلن – (تضحك) بل قل قصصا يا شكس
وليم – شفتيك تنتهك زينتهما القرمزية كل يوم...لماذا يعتقد قلبي انه مستأثر
بحبك بينما يعلم أن قلبك مكانا عاما للعالم بأسره..؟
آلن – قل انت
وليم – الحب أعمي..حواسي الخمس لا تستطيع أن تمنع قلبي الأحمق عن
مباشرتك..حبك هو بلائي الذي لا استطيع العيش دونه
آلن – اجمل ما فيك انك تحبني كما أنا
وليم – وكذلك انت...تحبين نفسك كما هي...مجنون بك يا آلن
آلن – احب هذا
وليم – لقد تخطيت فرصة الشفاء ..انتهي الأمر
ألن – فليكن..
وليم – من أجل حبك خنت كل عهود الله...حبك خطيئتي الرائعه..لكنه ربما كان
عفتك الوحيدة
آلن – لا تغالي يا شاعر في سبي
وليم – لا أسبك...انت ملهمتي كما انت..لدي لك كل قصائد العالم
آلن – ولدي لك مغامرة كبري..في قلعة نسائك
وليم – عن أي قلعة تتحدثين..؟!
آلن – هيا بنا...هناك ستعرف...انت معزوم الليلة علي العشاء...هيا هيا يا
شكس قبل ان تكف السماء عن أن تمطر ورق
وليم – هيا ..يا أجمل خطيئة في قلب ول
ألن – دمر منزلك مؤقتا يا شكس
وليم – نعم..هذا جيد جدا
(ينفخ وليم بشدة تجاه قصره)
وليم – ساعديني يا الن
(الن تنفخ معه بشدة.. حتي ينهار القصر علي الشاشة تماما)
الن – (تصفق بكلتا يديها)...هيا بنا
(في قلعة النساء)
. تتغير شاشة الخلفية الي داخل قلعة بديعة
. مكتبة عتيقة عملاقة
. منضدة طويلة طراز قديم فوقها اطباق عشاء وكؤس شراب
. نساء مشغولات بالرقص وهن
(ليدي ماكبث – جرترود– جوليت –
ديدمونة – كليوباترا – تيتانيا)
(رقصه)
. (عقب الرقصة تلتفت النسوة لآلن وكأنهن لا يرين ضيفها
.يسود ديستورشن كلامي فيما يبدو وكأنهن يتحدثن مع الن حول فستانها عدا
كليوباترا التي تنحت جانبا في كبرياء وعادت الي المنضدة لتجلس علي رأس المنضدة
وتضرب عليها بصولجانها حتي يسود الصمت)
كليوباترا – فستان آلن ليس علي هذا القدر من الجمال في كل الأحوال
جرترود – كليوباترا...لا يصح هذا انها ضيفتنا
كليوباترا – وانت ايضا لا يمكنك مراجعة كلمات ملكة مثلي
جرترود – (تضحك) يا اله الكون...أنا ايضا ملكة الدنمارك
ليدي ماكبث – علي رسلك عزيزتي البطلمية ملكة مصر..لست وحدك الملكة
هنا..هناك ملكات اخريات
كليوباترا – ليدي ماكبث..!!
ليدي – ملكة اسكتلندا
جوليت – (اسايد لديدمونة) هل نحضر عشاء الملكات ام ندلكهما ..؟
ديدمونة – جولييت ماذا تقولين..؟!...انت ابنة فيرونا المدللة...سليلة اكبر
عائلات المدينة
جوليت – اخبريهم عزيزتي ديدمونة ابنة اكبر تجار البندقية..جناب الملكات
يتنازعن علي كرسي السفرة
ديدمونة – (تضحك) في آخر العشاء لن ينابهم الا مصمصة الأصابع
كليوباترا – عزيزتاي الجميلتين..انتما ملكتين رائعتين...لكن الفارق بيني
وبينكما كبير جداا
جرترود – عن اي فارق تتحدثين هنا..؟!
كليوباترا – انتما ملكتين من ورق ..خلقكما خيال مؤلف...أما انا ملكة حقيقية
من لحم ودم..أنا تاريخ حقيقي
(تضحك تيتانيا بشدة وتشير اليهن وتضحك ثانية)
كليوباترا – ماذا بك يا تيتانيا..؟!
جرترود – علام هذا الضحك البذئ,,.؟
تيتانيا – لأنني الملكة الفعلية هنا يا ملكة البذاءة
كليوباترا – خسئتي
تيتانيا – أنا ملكة الجن..الوحيدة القادرة علي تحويلكن جميعكن الي قردة
جوليت وديدمونة – (يضحكان) قردة
تيتانيا – نعم وبمؤخرات حمراء
جرترود – بذاءة ليست بغريبة علي من عشقت حمارا
كليوباترا – يقولون أن الحمار هو أكثر الحيوانات فحولة واقدرهن علي ممارسة
الجنس
تيتانيا – لا تهيني تاريخك يا كليوباترا مع خادمة السرير تلك
جرترود – قطع رأسك يا عاهرة الجن
تيتانيا – صمتا يا عاهرة...الديك سبب آخر للزواج من كلوديوس سوي انه كان
اكثر فحولة في السرير من هملت الأب..؟
ليدي – كفاكم هذا الحديث المخزي عن الفراش وما يدور فيه
كليوباترا – (تضحك) احيانا يحرك الفراش عروشا يا ليدي ماكبث...ويتسبب في
قتل ملوك وتسمية ملوك آخرين
ديدمونة – (تضحك) انها تقصدك يا ليدي..اجادتك لفنون الفراش حركت عرش
اسكتلندا بأكمله ...لا تنكرين ذلك...كنت ملكة بالفراش اولا قبل ان تكوني ملكة علي
عرش اسكتلندا
ليدي – انظروا من التي تتحدث..؟!..ديدمونة...!!..هل كان هناك سبب لمأساتك
سوي فحل أسمر يدعي عطيل..؟!
جرترود – يقولون أن السمر أساتذة في فنون الفراش
تيتانيا – هل كانت لديك اسباب أخري..؟
ديدمونة – الحب...لست أول من عشق السمر...كانت هناك عبلة مثلا
تيتانيا – كان عنتر شاعرا لا تنسي...عن شاعر نتحدث...أما عطيل فلم يكن سوي
فحل شرقي أسمر
ديدمونة – علي الأقل كان من بني البشر...لم أعشق يوما حمارا يا تيتانيا
تيتانيا – (لكليوباترا) اشعلتيها..؟!..كلنا عاهرات اونت العفيفة
الوحيدة..؟!..لقد اسقط فراشك امبراطوريات كبري يا عشيقة انطونيو وخادمة سرير
القيصر
كليوباترا – لقد تجاوزتي في حق التاريخ ووجب عقابك ايتها الجنية اللعينة
تيتانيا – بل وجب عقابكن جميعا...سأحولكن قردة بمؤخرات حمراء
جرترود – اذهبي لحمارك خلف اي شجرة في الغابة
تيتانيا – سترين ايتها العاهرة العجوز...
(يتداخلن جميعا في وصلة ردح تصل رويدا الي حد الاشتباك بالأيدي فيما عدا
جولييت)
جولييت – (تصرخ) كفي...كفي
كليوباترا – انج بنفسك من هذا الصراع ايتها المراهقة الصغيرة
جولييت – حسنا يا مولاتي...ويا مولاتي ويا مولاتي..جلالة الملكات..وجناب
صاحبة المقام الرفيع...اذكركن جميعا بأن لدينا ضيف رجل هنا بصحبة آلن
جميعهن – رجل...؟!!!
جوليت – لا واللهي..؟!!!
جرترود – (تنظر اليه بتمعن) نحن أبدا لا نقبل بالرجال هنا في بهو المنزل
وليم – وأين اذن تقبلون بهم..؟
ليدي – (تتفحصه) لكن بوسعنا تقبلك لأنك بصحبة آلن
ديدمونة – رغم انك لست بالسمرة الكافية
تيتانيا – ولا بالقوة المطلوبة
كليوباترا – اتمني ان تكون صاحب مقام رفيع..ملكا أو ماشابه
وليم – كل انسان في نفسه ملكا علي المساحة التي تحيط بقلبه وروحه...انا حقا
في غاية السعادة...وكأنني اواجه حلم..انتن مني ...
آلن – اتظن..؟!...سأعرفكن عليه
ولكن عقب تصفية موضوع الفستان الذي تسبب في هذا الصراع...(لكليوباترا) مولاتي
كليوباترا الملبس لا يكتسب جماله الا بمن ترتديه...وهذا الفستان ما كان ليكون
جميلا الا لو كان علي قوام ملكة رائعة الحسن مثلك...يا ملكة مصر
كليوباترا – (برضاء تام)...ألن..صديقتي لقد افتقدتك بشدة (يتصافحان ويقبلان
بعضهما البعض)
الن – وكذلك سيكون جميلا اذا ارتدته ايا منكن..ملكة الدنمارك ..ملكة
اسكتلندا.. ملكة الجن..فتاة البندقية ذات المقام الرفيع...وحتي صغيرة فيرةنا
المدللة...عن جمالكن يحكي الناس روايات
(جميعهن ارضي هذا الكلام غرورهن)
ليدي – مرحبا بك صديقتنا الن انت وضيفك الكريم
وليم – يا الهي..!!..انا فعلا اراكن صوتا وصورة...يا الهي يا الهي
جرترود – عرفيه الينا
الن – انه الشاعر الكاتب الذي الهمه واكون انا وحيه...وليم...وليم شكسبير
جميعهن – من...؟!!!...
(جميعهن وكأن لدغتهن عقربة)
جميعهن – (بغضب وكراهية) مرحبا بك يا ول
. (ينهار المنزل في الخلفية ويحل محله ما يشبه مكان للتعذيب)
. ( يرقصن جميعهن والن وشكسب)
.( الرقصة تنتهي بوليم مقيدا علي المنضدة وهن حوله كمحاكمة في قبيلة
بربرية)
وليم – ما هذا...؟!...ما هذا..؟!..ويحك يا الن..أي مصير موحش اقتادتيني
اليه في هذه الليلة الغابرة..؟!
الن – ما هكذا تستقبلن ضيفكن يا صاحبات المقام الرفيع
جرترود – الا هذا الرجل تحديدا
ليدي – رجل لا يعرف الرحمة
تيتانيا – لا يعرف شيئا عن الحب
ديدمونة – سادي..يتلذذ بتعذيب النساء
جوليت – يهوي النهايات السوداء لكل ما هو جميل
الن – شكس..؟!..من المستحيل أن....
كليوباترا – اتركيهن لفرصتهن الذهبية يا الن...هو يستحق...هو لا يعرف قيمة
المرأة بما يكفي
وليم – عن اي شئ تتحدثين ..؟!
كليوباترا – بالتأكيد لا اتحدث عن انتحاري بسم أفعي لدغت نهدي الأيسر
جرترود – تتحدث عن سم وضع غيلة في كأس فتشربه الملكة الأم بالصدفة
ديدمونة – عن الرقبة المكسورة بفعل الخنق من يدين سمراوتين كأنهما قدا من
فولاذ
جوليت – عن سريان السم في اوردة مراهقة صغيرة أحبت ليس إلا
ليدي – عن احساس الجسد المرتطم بالأرض بعد القفز من شرفة عالية
تيتانيا – عن العودة لأحضان الملك الخائن زير النساءعقب عشق حمار حنون
وليم – فكوا وثاقي...أنا لا افهم شيئا...كيف تمتلكن هذه القدرة والسلطان
علي وأنتن من افكاري...انتن مني
جولييت – ولم تكن حنونا بالقدر الكافي علينا
ديدمونة – صنعت اقدارنا بالشكل الذي يرضي ساديتك
تيتانيا – آذيت مشاعرنا بما يكفي
جرترود – صنعت من مآسينا وعذاباتنا عبرة للناظرين
ليدي – لقد اغويتنا يا وليم..اوقعت بنا
وليم – أنا...؟!!!
كليوباترا – نعم انت يا وليم..يبدو انه وقت محاكمتك..أطع فتياتك المعذبات
وليم – آلن..الي اي جحيم قذفتي بي يا آلن..؟!
الن – يبدو ان لهؤلاء النسوة حقا عندك يا شكس
وليم – الن...!!!
الن – انا امرأة يا وليم..ظلم المرأة يزعجني
وليم – الن..!!
الن – ويريحني ان تقتص لنفسها...وسعيدة انني شاركت في ذلك
وليم – تقصدين انك استدرجتيني الي هنا قاصدة ذلك
(الن تنظر اليهن ثم ينفجرن ضحكا جميعا)
وليم – (يصرخ) لاااااااااااااه
(يتغير الديكور لقلعة الدنمارك)
(جرترود تحل وثاق وليم وقد صار هاملت)
جرترود – هاملت...بيننا حديث
هاملت – ماذا تريدين..؟!
جرترود – هاملت..لقد أسأت كثيرا الي روح ابيك
هاملت – أمي لقد أسأتي كثيرا الي أبي
جرترود – ويحك ..تجيبني بلسان اللغو
هاملت – ويحك..تسألينني بلسان اللغو
جرترود – ما بك يا هاملت..؟!
هاملت – ما بك يا امي..؟!
جرترود – ياللجحيم..انسيت من انا..؟!
هاملت – لا وحق الصليب ..لم انس...انت الملكة...زوجة اخي زوجك..امي..وياليتك
لم تكوني
جرترود – هاملت
هاملت – هدئي روعك واجلسي ريثما اطلعك علي خطاياك في المرآة
جرترود – خطاياي..!!..انت قاتل لا تنسي...طعنت بولونيوس خلف الستائر
هاملت – لم يكن هذا الوزير العجوز سوي نخاس يتاجر بابنته ليس الا
جرترود – ولكن ان تقتل...؟!...يا لها من جريمة دموية بشعة
هاملت – دموية...؟!..تكاد تعادل قتل ملك والزواج من اخيه
جرترود – قتل ملك..؟!
هاملت – دعيني اعصر قلبك...لأنني سأعصره حتي ولو كان مصنوعا من مادة غير
قابلة للاختراق
جرترود – ما الذي فعلته لتتجرأ علي بهذا القول الوقح..؟!
هاملت – فعلة تجعل عهود الزواج كذبة كإيمان المقامرين...تجعل عذب شعائر
الدين الفاظا جوفاء بلا معني...ان السماء تحمر وجنتاها خجلا منك
جرترود – ويحي...أي فعلة هذه التي استحق عنها اللعنة..؟!
هاملت – (يمسك صورة ابيه وايضا صورة عمه)...انظري...كيف تضاهين هذا السيد
الكريم بذلك الوغد الذميم...؟!..هذا كان زوجك...الآن..هذا هو زوجك..اتمسكين عن
الرعي في هذا الجبل الجميل لتسمني علي هذا القاع البوار..؟!..الك عينين..؟!...ليس
لك ان تسمي ذلك حبا..ففي مثل سنك عنفوان الدم خامل...لكنه يأتمر بأمرك اذا ما
نتويتي الغوص الي بحر النزوات
جرترود – كفي يا هاملت ..كفي
هاملت – هل غرر بك الشيطان معصوبة العينين..؟!..ياللعار..اين
حياؤك..؟!...آاااه يا جهنم المتمردة..لا تهددينا بالويل والثبور في الآخرة اذا كان
بوسع النار ان تخترق جبل الجليد القديم هذا فتحوله الي كتلة لهب...اليس كذلك ايتها
الزانية الشبقة...؟!..تتقلبين في العرق النتن ..في فورة الفحش...تضاجعين في زريبة
جرترود – (تبكي) كفي يا هاملت ...ارجوك...كفي كفي...من الصعب أن تحكم علي
من لم تضعك الأقدار في محله..لا ظهر يشعر بسياط تجلد ظهرا آخر..حتي ولو كان ظهر
أقرب الناس اليه..اهات العذاب المبرح تسمعها الأذن غير المميزة كأصوات لذة
وانتشاء..فيتحول التعاطف المرجو الي نظرات اتهام لتصير ملحا يوضع فوق جرح
دامي..عجول انت في اطلاق احكامك عليّ يا ولدي..لكن قدر الجذور أن تدفن في اسفل
الأرض حتي تبتسم الزهرات اليانعة في اعلي الشجرة...اغرقني في الوحل اكثر اذا كان
من شأن هذا أن يزهر عمرك يا ولدي...اغرقني في الوحل (تنهار)
هاملت – كذب ورياء
(نقلة اضاءة)
(ديدمونة تحتضن جرترود بين ذراعيها)
الن – يا للقسوة يا شكس..من الصعب ان تسمع ام كل هذا الكلام من ابنها
وليم – قسوة من ضد من يا الن..؟
الن – قسوة هذا الهاملت المجنون ضد امه
وليم – يراها شاركت عمه في قتل ابيه والاستيلاء علي العرش
الن – هل كان لديه من القرائن ما يكفي..؟!
وليم – كان لديه اليقين...شبح ابيه
الن – شبح..!!!..لابد وانك تهذي يا شكس
وليم – ظهر له شبح ابيه وحكي له تفصيليا عن كيفية قتله علي يد اخيه كلوديوس
وخيانة امه جرترود...وطالب بالقصاص..ماذا للابن البار ان يفعل..؟!
الن – وهل للاشباح وجود..؟!
وليم – في عالمي نعم
تيتانيا – الحق يقال يا صديقاتي الملاح..ان للاشباح وجود والا ماكان
للجنيات وجود ولا ملكة
وليم – في كل الاحوال انا لم اقطع بصدق قضية هاملت وانما بصدق مأساته
وتصديقه لشبح ابيه
جوليت – لم اجرب احساس الأمومه..ولكني اعتقد انه اشد من الاحتياج الي الجنس
ليدي – لا يمكنني ان اجزم انا ايضا
ديدمونة – بوسع النهايات ان تخبرنا بالسر المجهول
كليوباترا – عندما وضع كلوديوس العم اللؤلؤة المسمومة في الكأس ليشربه
هاملت اذا اجهز علي غريمه لايرتس في المبارزة
(نقلة اضاءه)
(صوت مبارزة بالسيف)
(كأس نبيذ يظهر علي شاشة العرض)
جرترود – (تلوح لابنها من بعيد) ابني سيكسب...انه يعرق متقطع الأنفاس...هاك
منديلي يا هاملت وامسح جبينك (تلقي منديلها للبعيد)...وهاهي المبكة تعب الخمر
تيمنا بفوز ابنها المرتقب (تشرب الكأس)
(نقلة اضاءه)
الن – وها هنا سقطت الملكة...ماتت
تيتانيا – يوم النهايات المؤلمة
ديدمونة – وهنا..بوسعنا ان نستبين مكيدة المؤلف...الموت صدفة
وليم – نهاية حتمية
الن – حتمية..؟!..انت اذن تقطع بصدق ظنون هاملت فتقتلها صدفة كنوع من
انتقام القدر
وليم – اقصد هنا الحتمية الدرامية..مقدمات تقود الي نتائج
جرترود – تراني عاهرة اليس كذلك..؟!
كليوباترا – أري الموضوع من زاوية اخري
الن – نسمع مولاتي
كليوباترا – ملكة ترملت علي عرش بلاد كبيرة سيرثها ولد مجنون ..ماذا بوسعها
الا ان تتزوج من اخو زوجها..؟..فتصون العرش والبلاد وتصون ولدها ونفسها
ديدمونة – يا الله..!!..تفسير يستحق قتلك يا وليم عما آل اليه مصير تلك
المرأة
الن – ما قولك يا شكس..؟!
وليم – (يضحك) لن أرد الآن...سأرد عليكن جميعا قولا واحدا
الن – فليكن
(نسمع موسيقي فالس او ما شابه)
(ينظرن جميعهن الي بعضهن البعض)
(يتغير المنظر الي قصر جولييت في الحفل)
(يرقصن ثنائيات وكأنهن حضور في الحفل)
(جوليت تختطف وليم الذي ارتدي قناع روميو علي عينيه وترقص معه)
(الجميع قد ارتدي ماسكات)
(روميو وجولييت يرقصان في بؤرة اضاءه تخصهما)
1 - رائع هذا الحفل التنكري
2 – تماما كما هو رائع منزل آل كابيوليت
3 – يقول الحاكم أن مدينة فيرونا من اهدأ المدن في العالم
4 – الشئ الوحيد الذي يعكر صفوها هو ذلك الصراع الدامي والمستمر بين آل
كابيوليت وآل مونتاجيو
3 – ولكن حاكم المدينة توعد العائلتين اذا ما عاد هذا الصراع مرة أخري
5 – اتدرين سبب هذا الحفل الكبير الرائع..؟
6 – لا...فقط استمتع بوقتي في منزل جولييت صديقتي
5 – سبب هذا الحفل هو دعوة السيد كابيوليت للكونت باريس حتي يتعرف الي
ابنته جولييت
6 – اذن ستتزوج جولييت الجميله من الكونت باريس..ستصير من انسباء العائلة
الحاكمة اذن...فالكونت باريس قريب مباشر لحاكم فيرونا
1 – يا الهي...؟!..انه روميو ابن مونتاجيو في منزل كابيوليت
2 – ويراقص ابنته وخطيبة الكونت المنتظره...ياللجحيم..!!!
جولييت – كان من العجب أن تأتي بحثا عن فتاة فتلتقي بأخري
روميو – روزالين فتاة كنت اظن انني احبها...اما انت فإلهة ينبغي أن أصلي
لها..وعفوا ان كانت يدي تلك الآثمة قد مست بخشونتها الحرم المقدس في يديك..اسمحي
لي أن اغسل تلك الخطيئة بخطيئة اكثر لياقة...فلي شفتين ناعمتين لربما استطاعا
ازالة آثار خشونة يدي عن طريق حجيجهما الي حرمك المقدس
جولييت – كفي بالكفين نعم الحجاج والعباد...فليشتبك كفينا كما يحلو لهما
روميو – أما للقديسة شفاه ايضا..؟!
جولييت – نعم..ولكنها تقتصر علي الدعوات والصلاة فقط
روميو – فلنجعل الشفاة يا قديستي يفعلان فعل الكفين
جولييت – (تدعي الخجل) يشتبكان..؟!..يا الهي..لا
روميو – لا تلقي باليأس الي قلبي
جولييت – (لحظة تفكير) لكن القديسة لن تتحرك..مهما فعلت
روميو – حسنا..لا تتحركي ريثما اغسل خطيئتة شفتاي من ثغرك الباسم
(يهم بتقبيلها)
(بلاك علي بؤرة روميو وجولييت)
النساء – هيييييييييييييييييييييييح
(تضاء البؤرة مرة أخري)
جولييت – (واضعة يدها علي شفتيها)
جولييت – نقلت الي شفتي خطيئة ثغرك
روميو – اذن هيا...أعيدي إلي خطيئتي
(يهم بتقبيلها)
(بلاك علي البؤرة)
النساء – هيييييييييييييييييييييييييييح
(تضاء البؤرة ثانية)
جولييت – لقد قبلت وفقا للأصول
روميو – انا احب العدل..ها قد استرددت خطيئتي
جولييت – ولكن من قال لك انني كنت ارغب في ردها..؟!..هيا اعدها الي
(بلاك علي البؤرة)
1 – لا....كفي...كفي
(تضاء البؤة)
1 – ان امك تنادي عليك منذ فترة...اذهبي اليها بسرعة
2 – (تصطحب جولييت) هيا ...هيا
(ينقسم المشهد دوبل لوكيشن)
روميو – ومن هي امها..؟
1 - انها سيدة هذا الدار
جولييت – ابن من..؟!
2 – الابن الوحيد لمونتاجيو عدوكم الأكبر
روميو – ابنة كيبويليت...؟!..يا الهي..!!
1 – جولييت
جولييت – روميو...حبي الأوحد من صلب عدوي الأوحد
روميو – اصبحت مدينا بحياتي لعدوي
(3 تدق جرس بين يديها)
3 – لقد انتهي الحفل يا سادة....انتهي
(تغيير لوكيشن لحديقة جولييت وروميو تحت شرفتها)
(مجموعة النساء يتابعن كما لو كن يتابعن مسلسلا)
جولييت - لا أُعادي غير اسمك
أما أنت.. فأنت نفسك
ما شأن هذا المونتاجيو..الاسم..؟
إنه ليس يدًا ولا وجهًا.. ليس ذراعًا ولا قدمًا! .. مجرد اسم
خذ من الأسماء ما يرضيك
ليس للأسماء معنى
فالذي ندعوه وردًا ينشر العطر وإن غيرّتَ اسمهْ
اترك الاسم فليس الاسم شيئًا
وتقبل بدلًا منه .. أنا
روميو - فلنتزوج اذن يا جولييت
(مجموعة النساء يزغردن)
(نسمع صوت قداس زواج)
(تتحول جلسة النساء لما يشبه مجلس نميمة)
1 – انه يتزوجها
2 – يتزوجها..؟!
3 – نعم يتزوجها
4 – وهل سيمر الأمر..؟!
2 – هل سيمر..؟!
3 – بالتأكيد لن يمر
2 – بالتأكيد
4 – ماذا سيحدث..؟
2 – ماذا..؟!
5 – ابن عمها طلب نزال روميو بالسيف
3 – يا الهي بالسيف..؟!
2 – بالسيف
6 – روميو لم يوافق حفاظا علي مشاعر جولييت
2 – رائع روميو
5 – لكن صديق روميو المقرب ..اعتبرها اهانة
2 – اهانة...طبعا
6 – قرر النزال...وبدأت المبارزه
5 – وانتهت بقتل صديق روميو الصدوق
4 – سينتقم اذن..؟!
2 – بالتأكيد سينتقم
6 – يا الهي..قتل روميو ابن عمها بالفعل
1 – مسكينة جولييت
5 – لقد هرب الي خارج المدينة
2 – ماذا ستفعل..؟!
5 – دارت المراسلات بينها وبين زوجها الحبيب
6 – لجأت للقس
جولييت – (في بؤرة) انقذ عهد زواجنا...اصنع لي مشروبا يوقف انفاسي...يجعلني
ابدو كالموتي...حتي اذا ما استفقت استفيق علي كتف زوجي حبيبي
(تشرب من قنينة وتغيب عن الوعي)
3 – روميو لم يعرف بأمر المشروب بكل تأكيد
2 – لا لا...لم يعرف
5 – حتي اذا ماذهب في الموعد المحدد والمكان المختار وجد حبيبته كالجثة
روميو – يا اله الجحيم...هل تموت الملائكة..؟!
6 – تجرع قنينة من السم حتي يلحق بها
(يشرب السم ويموت)
4 – بالتأكيد هنا استفاقت جولييت
2 – بالتأكيد استفاقت
جولييت – يا الهي..هذه الكأس بيد زوجي المخلص...!!..يبدو أن السم مضي
بحبيبي قبل أوانه...ما ابخلك يا روميو جرعت السم ولم تترك لي قطرة...لم تترك لي ما
اشربه كي الحق بك..سأقبل شفتيك فلعل بقايا سمك عالقة بهما...كيما القي الموت بما
يحيي النفس...(تقبله)...مازال الدفأ بشفتيك...لن تجدي بقايا السم في شفتيك حبيبي
لقتلي..لن تجدي...(تستل خنجر روميو من غمده)....يا خنجري الهانئ...هذا غمدك..(تطعن
نفسها)...فلتصدأ فيه اذن...ولأمت الآن...(تسقط جثة فوق روميو)
(عودة لقلعة النساء)
الن – يا الهي...!!!..كم انت قاسي يا شكس...قاسي غليظ المشاعر
وليم – بل القساة كانوا آل كابيوليت وآل مونتاجيو...الجدل الدائر دوما بين
الحرب والحب
كليوباترا – وقد انتصرت انت للحرب
وليم – بل للحب...للسلام...فقد ساد السلام بين العائلتين بعد موت العاشقين
ليدي – تصالحا فوق الجثث
وليم – لكل شئ ثمن
تيتانيا – لكنه باهظ جدا هذه المرة...الثمن حياة مراهقين صغيرين
وليم – وهبا العالم كله امثولة الحب كيف يكون
ديدمونه – ماهذا الكم المذهل من الدموية في افكارك
وليم – الحتمية هنا...
ليدي – لا تحادثنا عن حتميتك الملعونة مرة اخري...هل كان من الحتمي أيضا أن
يقابل ماكبث هؤلاء الساحرات في ليلة عاصفة..؟!
(الشاشة تبث مشهد غابة عاصف وطيفا لثلاثة ساحرات)
( يتحدثن بصوت غليظ)
-
سلاما لك يا مكبث
-
سلاما لك يا مكبث
-
سلاما لك يا مكبث
(هرج ومرج وتغيير اضاءة ورقصة بين الجميع
..يرتدي خلالها ثلاثة من النساء زي الساحرات ويتقمص وليم مكبث)
1 – سلاما لك يا مكبث
2 – تحية لك يا سيد كودور
3 – تحية لك يا مكبث يا من
سيصبح ملكا علي البلاد
مكبث – ملك...؟!...ان الملك
مازال حيا واسع الرزق...ماهذا الهراء..؟!
(يضحكن ويدورن حوله)
مكبث – مهلا ايتها الناطقات
بالحديث الغامض...من أين آتتكن تلك الأفكار الغريبة..؟!
(يضحكون ويواصلن الدوران حوله)
مكبث – (منفعلا) تكلمن...آمركن
بالكلام
(يضحن ويودعنه راحلين)
الساحرات – سلاما لك يا ملك
اسكتلندا
(يتركنه وحده غارقا في الدهشة)
ماكبث – يا الهي..أي نبؤة واي
مشيئة تلك..؟!..ان دانكن الملك مازال علي اتم صحة وخير حال..!!...أي باب من الجحم
هذا الذي فتح امامي ليؤجج شرور نفسي ويوقظ مطامعي..؟!
(يتغير الديكور علي الشاشة
لقلعة ماكبث)
ليدي – اانت واثق مما حكيته
الآن يا مكبث
مكبث – تماما كما اثق في حبك
وشرفك يا زوجتي العزيزة
ليدي – اذن القدر يخبئ لنا شأنا
يا مكبث
مكبث – ماذا تقولين يا
عزيزتي..؟!...ان الملك دانكن مازال موفور الصحة والعمر امامه
ليدي – يموت دانكن اذن
ماكبث – ماذا تقصدين..؟!
ليدي – انظر الي عيناي
الحالمتين جيدا...المس يداي المتلهفتين الي لمسك...ماكبث...تحسس جسدي الظمآن
اليك...استحلفك بكل خلجة في ذلك الجسد الا تضيع الفرصة...
مكبث – ضعفي امامك يقتلني
ليدي – ليس ضعفا بل هو قوة
...قوة حبك لي كما هي قوة حبي لك...بحق هذا الحب لا تضيع فرصة أن تكون ملكا...مكبث
ملك اسكتلندا...ليدي مكبث..ملكة اسكتلندا...العرش يزحف ناحيتك يا مولاي
مكبث – سيحل دانكن ضيفا علي
قصري قادما من رحلة طويلة...لكن امن المرؤة ان اقتل ضيفي..؟!
ليدي – انه قدر...قدر يا
حبيبي...نبؤة نسعي اليها مصيرين...ليس بأيدينا من حيلة
مكبث – (يمسك رأسه)
آاااااااه...رأسي سينفجر
ليدي – اصعد لتستريح قليلا يا
حبيبي...اصعد ريثما اجهز انا سبل استقبال الملك ..فقد يأتي في اية لحظة
(يختفي عن المشهد)
(ليدي وحدها )
ليدي – اعلم ان الامر ليس
سهلا...فالمرأة اكثر حرصا علي الحياة ..وهي صورة البقاء الدائمة لكن لقب ملكة لا
يأتي بسهولة...وسيأتي...حتي وان اتي علي اجنحة الموت (تستل خنجرا)
(اصوات غراب ينعق)
ليدي – ان ذلك الغراب الأسحم
ينعق معلنا مجئ دانكان الي حتفه تحت شرفات قلعتي...إليّ ايتها الشياطين التي ترعي
النوايا القاتلة...جرديني من انوثتي..افعميني جفوة وقسوة من قمة رأسي الي أخمص
قدماي...اجعلي دمي يتكاتف في عروقي..وسدي كل منفذ ومسرب للشفقة حتي لا تعودنني
مشاعر الرحمة فتوهن عزمي الشرير أو تحول بنب وبين تنفيذه..الي يا صنائع الهلاك اينما
كنتن قابعات
(تظهر الساحرات ليدورن حولها
ويضحكن)
الي يا صنائع الهلاك تعالن
وحولن في ثديي لبن المرضع الي نقع مرير...وانت ايتها الليلة الليلاء تلفعي بدخان
السعير الاسود حتي لا يري خنجري الحاد موقعه من الطعن ..ولا تنفذ عين السماء من
خلال ستار الظلام فتصرخ بي قفي (تصرخ وترفع الخنجر) ..مكبث...جز عنق دانكن جزا
....جز عنقه يا ملك اسكتلندا
(يعود مكبث وخنجره يقطر دما وهو
غير مصدق)
مكبث – فعلتها...لقد مات
دانكن...قتل الملك
ليدي – يا اله
الكون..!!...فعلها زوجي الحبيب
مكبث – لم يكن سهلا علي
الاطلاق...أنا قاتل..أنا قاتل
ليدي – انت ملك...والآن..اذهب
وضع خنجري الحارسين اللذان ناما بفعل المنوم الذي وضعته لهما في الشراب بجوار جثة
دانكن...ليظن الجميع ان حارسيه هما من قتلاه
مكبث – لا استطيع...لم اعد اقوي
علي فعل اي شئ
ليدي – مكبث..انت الملك
الآن...انت الاقوي من الجميع
مكبث – (وهو يكاد يبكي) لا استطيع...لااستطيع
ليدي – انا من سيفعل يا حبيبي
اذن... سأضع خنجري الحارسين بجوار جثة دانكن و سألطخ وجوههما وملابسهما بدماء
دانكن بيداي هاتين
(تختفي)
مكبث – والآن صرت قاتلا يا
مكبث......بل قاتلا خسيسا.....قتلت ضيفك الملك في قلعتك.....وظلمت ابرياء قد تودي
بعنقهم....بل انه لابد لك من ان تودي بأعناقهم....ام تراك صرت ملك اسكتلندا قاطبة..؟!
(تعود ليدي ويديها تقطر دما)
ليدي – (مأخوذه مرعوبة) يا الهي...لم يكن الأمر سهلا
مطلقا
مكبث – (وقد تغير) هرب ابن
دانكن وريث العرش خوفا من مصير ابيه......لقد صرت الآن ملكا
ليدي – الدم لا ينجلي من يدي
مكبث – لقد صرت الآن ملكا
ليدي – مازالت هناك بقعة دم في
يدي
مكبث – لقد صرت الآن ملكا
ليدي – اختفي ايتها
البقعة....اقول لك اختفي
مكبث – لقد صرت الآن ملكا
ليدي – الدم....كان الوقت قد
حان...قاع الجحيم مظلم..عار عليك يا سيدي ...عار عليك ان تكون جنديا وتخاف...كيف
كان بوسعي أن اخمن ان رجل عجوز كهذا يملك هذا الكم الهائل من الدماء...؟!..اختفي
ايتها البقعة..اقول لك اختفي
مكبث – لقد صرت الآن ملكا
ليدي – لازلت اشم رائحة
الدم..وليس بوسع كل عطور جزيرة العرب أن تزيل رائحة الدم عن هذه اليد الصغيرة
مكبث – لقد اصبحت الآن ملكا
ليدي – لقد اصبحت الآن قاتلة
...بقع الدم تتقافز امام عيني اينما ذهبت..الرجل الجبان تركني وحدي احفر نهر الدم
الفائر...الدم في يدي ...في ثيابي...علي جدران بيتي...امام عيناي اينما ذهبت....آه
يا نبؤة الشيطان
(الساحرات الثلاث يدورون حولها
ويضحكن)
الساحرات – صدقت النبؤة وصار
مكبث ملكا
ليدي – وأنا...؟!....وأنا...؟!
(يضحكن بسخرية عاليه)
ليدي – وانا..؟!...ان الدم
يلاحقني اينما ذهبت....بل اينما نظرت رأيته...ماذا سيكون مصيري..؟!...ما هي
نبؤتي..؟!
(يضحكن )
الساحرات – من علا شأنه بالدم
...وقع هربا
ليدي – ماذا...؟!
الساحرات – من علا شأنه
بالدم...وقع هربا (يرحلن)
ليدي – اذن الخلاص اسفل شرفتي
حيث وقف دانكن يوما حين حل ضيفا هنا....انعم بملكك يا مكبث...انا لم اعد اقوي علي
تحمل بقع الدم في كل مكان.....آن اوان سقوطي...فالنبؤة تصدق دائما....(تنظر تجاه
الشرفة) مرحبا بك ايتها الهاوية الساحقة
(تعدو تجاهها) (نسمع صوت سقوط وارتطام وضحك عال للساحرات)
(الميديا تعرض طيف الساحرات
لبعض الوقت مع موسيقي مناسبة ومؤثرات صوتية)
وليم – الجزاء من صنف
العمل...معادلة قدرية...نهاية محتومة
ليدي – ومن الذي ساقني للعمل
ذاته حتي اجازي عنه..؟!
وليم – نواياك الشريرة وتطلعاتك
الخبيثة
ليدي – بل ساحراتك
الملعونات..ونبؤاتهن المأفونة
وليم – الثابتون علي المبدأ لا
تحركهم نبؤات ولا حتي سحر
الن – الدافع الشرير يسكن داخل
كل منا في جانب مظلم
كليوباترا – حتي اذا ما أتي من
يفتح له الباب ويحرضه ويحركه خرج واطل علي العالم بصورته البشعة
ديدمونة – وانت فعلت يا وليم
وليم – طلبت منها ان تحرض علي
القتل بكل هذه البشاعه..؟!
تيتانيا – رسمت حياتها جدباء
مقفرة فجائت النبؤة بمثابة النبتة الضرورية لكل أرض
جولييت – كان القتل بديلا عن
الزرع...فكان غرس الخنجر كغرز البذرة...
جرترود – ونهر الدم بديلا عن
الماء...والذبح بديلا عن الحصاد
كليوباترا – فكان منطقيا أن
يكون العرش هو زهرة حصاد العمر
ليدي – القاتل الحقيقي هو انت
يا وليم
وليم – وهل من الممكن أن يستقيم
عالم الورق بلا دراما حقيقية...؟!..عقدة ودوافع واسباب تودي لنتائج..؟!
الن – علي حساب من يا
شكس..؟!..علي حساب شخصيات مسكينة..؟!..اراهنك ان كل منهن الآن كانت لو تود أن تقوم
بدور الكومبارس الصامت
جولييت – نعم اللعنة علي
البطولة المهلكة
كليوباترا – كانت اوراقك عالم
وحشي...كانت غابة
تيتانيا – (مأخوذة) لا...الا
الغابة...بالغابة سحر...بالغابة تعويذة لعنة..القاها ملك الجن
(تتحول الشاشة الي غابة كثيفة
بينما تنهار الصورة السابقة)
(اصوات الغابة بكل ما تحتويه
الطبيعة)
تيتانيا – كان اوبرون ملك
الجن...زوجي الغير مخلص اطلاقا..يغار من الطفل الهندي الصغير الذي احتواه عطفي أنا
تيتانيا ملكة الجن التي لم تنجب..
(بؤرة اضاءة علي وليم يجسد
اوبرون)
اوبرون – لماذا تغضب تيتانيا
حبيبها اوبرون..انا لا اريد الا ذلك الطفل الهندي الصغير لأجعله من اتباعي
تيتانيا – لا تتعب نفسك..لن
ابيعه مقابل بلاد الهند كلها...كانت امه تتبع مذهبي..كانت شبه صديقة لي...ولكنها
كانت من البشر الفانين...ماتت وهي تضع الغلام...وانا اربيه اليوم من اجلها...ومن
اجلها لن اتخلي عنه
اوبرون – لكنني اريده تابعا لي
وفارسا من فرساني بدلا من وضعك اكليل الزهور علي رأسه وتدليله كفتاه
تيتانيا – لن يحدث ابدا يا
اوبرون
اوبرون – افعلي ما يحلو
لك...ولكنني ان ادعك تغادرين هذه الغابة حتي انتقم منك علي هذه الاهانة
(يطرقع باصبعيه)
تيتانيا – افعل ما
شئت...(تتثائب)...النوم يباغتني
اوبرن – اذن نامي...نامي يا
تيتانيا
(تتثائب ثانية ثم تسقط ارضا)
اوبرون - (يلقي تعويذته)
أول ما تشهد عيناك لدي صحوك
اعتبريه حبيب فؤادك من فورك
حتي ان يك فهدا أو قطا أو دبا
أو نمرا أو خنزيرا ذو شعر شائك
اذ يتبدي في عينيك عند استيقاظك
حبا محفورا في وجدانك
واصحي حين يمر قبيح بجوارك
(يضحك بشر فانتازي)
(يمسك ماسك حمار يلبسه الي الن)
اوبرون – والآن يمر بوتوم
البشري المسحور برأس حمار
(الحمار ينهق ويمر بجوار
تيتانيا التي تتمطي لتستيقظ من نومها)
تيتانيا – من هذا الملاك الذي
ايقظني من نومي..؟!..ارجوك ايها الرقيق عد الي الغناء فإن اذني سحرتها الحانك
(الحمار ينهق ثانية)
تيتانيا – ياللصوت العذب...!!!..صورتك
الساحرة تنطبق علي صوتك...(تركع تحت قدميه)...أقسم لك انني احببتك من أول نظرة
الحمار – لا يوجد سبب منطقي
لذلك ..لكن الحق اقول ان الحب والعقل قد لا يجتمعان
تيتانيا – ان حكمتك في مثل
جمالك..ولكن هناك شئ عجيب...صوتك اثناء الحديث يبدو مخنثا..رغم انك بادي الفحولة
والعنفوان
الحمار – نعم انا فحل
للغاية..ولكن لايهم ..وكذلك لا يهم جمالي ولا حكمتي..المهم أن اخرج من تلك الغابة
تيتانيا – (بغضب) مستحيل
الحمار – ماذا تقصدين
بمستحيل..؟!
تيتانيا – لا تنشد الخروج من
هذه الغابة..بل ستبقي هنا شئت أم أبيت..انا ملكة الجن ..وكل من ينتمي الي الصيف
يخدمني...وأنا أحبك..هيا معي سأعين لك خدما من الجن...يحمونك ويدلكونك ويقلمون
اظافرك ويداعبونك حتي تحين اللحظة (تغمز له بعينيها)...(تصفق بيديها)...ايتها
الجنيات
الجنيات – امر مولاتي
تيتانيا – تواثبوا حوله اينما
يثير...قدموا له كل طيب...اعموه كل ما هو جميل..اسرقوا له اقراص العسل من
النحل...اقطفوا اجنحة الفراشات الملونة وزينوا بها وجنتيه..انحنوا له ايها الجان
وحيوه...جميعكم في خدمة حبيبي...هيئوه ثم قودوه في صمت الي خميلتي...فالقمر يتطلع
الي البكاء علي اغتصاب أحد العذاري (تضحك بخلاعة)
(رقصه بين الجنيات والحمار تبرز
كل انواع الترفيه والاهتمام والتدليل)
(تنتهي بتهيئته وتوصيله لخميلة
تيتانيا)
تيتانيا – حبيبي...هل تود سماع
بعض الموسيقي..؟..أم لعلك تريد بعض الطعام..؟..لدي عفريت مغامر..سأرسله الي مخازن
السناجب كي يحضر لك بعض من البندق الطازج
(يشير الحمار برأسه نفيا)
تيتانيا – ماذا تريد
اذن..؟..اقول لك...أنا التي تريد...أريد أن ابدأ بقبلة ساخنة من شفتيك
الجميلتين...(تمد شفتيها الي شفتي الحمار)
(يتدخل اوبرن ليوقف المشهد
بتصفيق يديه)
اوبرون – الي هنا وكفي...لا
ينبغي التمادي اكثر من ذلك مع زوجتي....فلتعودي مثلما كنتي بخير..وليزل في الحال
فعل السحر...قد آن يا مليكتي أن ترجعي اليّ..الآن وقت الصحو يا تيتانيا...(يصفق
بيديه فتصحو تيتانيا)
تيتانيا – يا
الهي..!!...اوبرون...لقد حلمت اني احببت حمارا..وقد
اوبرون – ها هو حبيبك في ثباته
تيتانيا – يا الهي..!!يا لبشاعة
المنظر...هل احببت حقا هذا المخلوق الكريه..؟!
اوبرون – كان كابوس ومضي...هيا
يا مليكتي..ضعي يديك في يدي ولنرقص حتي تهتز الأرض بمن عليها
تيتانيا – (تغمض عينيها) كان
كابوس...كابوس...كابوس كابوس كابوس
(يخرج وليم والجميع خارج
التشخيص بشكل مباغت بينما يتغير الديكور علي الشاشة من الغابة الي قلعة النساء)
وليم – حاكموني ايضا علي
النهاية السعيدة ما رأيكم..؟!...ما المشكلة هنا..؟!
(النساء ينظرن لبعضهم بعضا في
حيرة)
تيتانيا – ليست مشكلة
واحدة...هناك مشكلتين...بل مأساتين كبيرتين
وليم – مأساتين..؟!..رحماك
ايتها التراجيديا الأم
تيتانيا – نعم مأساتين...الأولي
هي جعلي احب حمارا
الن – نعم هذا شئ بشع
كليوباترا – وأي ملكة يودي بها
في هذا الفخ الملعون..؟
وليم – والثانية..؟!
تيتانيا – الثانية أن يوقظني
اوبرون في هذه اللحظة الحاسمة
وليم – كنتي تريدين مضاجعة
الحمار..؟ّ!
تيتانيا – حقي طالما تعرضت الي
السحر..كنت اراه جميلا
جولييت – الحمار..؟!
تيتانيا – الحب اعمي...لا يعرف
شكلا ولا لون
ديدمونة – أؤيد هذا الكلام
جدا...ولدي ما يدعمه
(يتحول المشهد عن طريق الشاشة
الي مدينة البندقية)
ديدمونة – قالوا عن عطيل
1 – استيقظ يا
برابينسيو..استيقظ يا والد ديدمونه..هناك شيطان اسود انقض علي شرفك
2 – فحل عجوز اسود يعتلي نعجتك
البيضاء
3 – يغشاها الآن جواد من
البربر..استعد لتلد لك احفادا يصهلون في وجهك
4 – يبدو انها هربت من بيتك يا
عضو مجلس الأعيان لتتزوج المغربي الأسمر ذو الشفاة الغليظة
5 – نعم لقد تزوجته...هربت
وتزوجته
6 - فعلتها ابنة الحسب والنسب
ديدمونة – (بتحد) نعم
تزوجته...لقد احببت عطيل حبا يقضي عليّ بألا افارقه طوال حياتي...كفاه ما مر به من
مشقة...قال ابي بوضوح لعطيل إن من خدعت اباها ..تخدع زوجها
عطيل – أنا اضمن امانتها بحياتي
ديدمونة - عطيل..سأسافر معك
اثناء حربك القادمة
عطيل – فليكن حبيبتي ..هو غاية
ما اتمني ...ولكني مضطر لأستبق...ولن أجد من هو أأمن عليك من حامل علمي ليوصلك
إليّ..(ينادي)..ياجو ..سأترك لك ديدمونة..وصي امرأتك بمنحها ما تريد من
الخدم..وانت وصلها الي الجزيرة لي بخير حال...هيا ايها الوفي
(ديدمونة توقفه ستوب كادر
ليتجمد المشهد كله)
ديدمونة – ياجو...هذا الوفي كما
يدعوه عطيل...سرق منديلي الذي أهداني عطيل اياه ..وكان أول تذكار بيننا...واتهمني
في شرفي لديه بعد أن القي بالمنديل في حوذة كاسيو ..كاسيو ملازم عطيل الوفي الذي
كان يغار ياجو من مكانته في الجيش كما كان يكره عطيل..والمؤلم ان القائد المغربي
العظيم الداهية صدق الأمر
(تتغير ملامح عطيل للشك
والغيرة)
عطيل – بي زكام ثقيل عنيف
..اعيريني منديلك
ديدمونة – (تعطيه منديل) تفضل
عطيل – لا..اريد الذي اهديته
اليك
ديدمونة – ليس معي
عطيل – اضعته..؟!
ديدمونه – (باضطراب) لا
عطيل – اين هو
اذن..؟!..اتعلمين..لقد اهدته الي امي ساحرة مصرية...انه يحافظ علي الحبيب
...وبضياعه يضيع حبيبك للأبد
ديدمونة – وهل يوجد مثل
هذا...؟!
عطيل – ان الطلاسم المقرؤة عليه
...بل والتعاويذ التي تليت علي الديدان التي انتجت حريره تؤكد ذلك
ديدمونه – يا الهي هل هذا
معقول..؟!
عطيل – (يصرخ) ديدمونه...انظري
الي عيني..اجيبيني من انت..؟
ديدمونة – زوجتك وحبيبتك
عطيل – اقسمي علي هذا..واقضي
علي نفسك بعذاب الآخرة ان لم يكن حقا..انك لتشبهين الملائكة شبها يخيف الشياطين من
قبضك...اقسمي مرتين علي حياتك الآخرة بأنك طاهرة
ديدمونة – السماء تعرف مدي عفتي
عطيل – انك جاحدة كجهنم...هل
صليت الليلة..؟
ديدمونة – نعم يا سيدي
عطيل – ان كنت تذكرين ذنبا
فاستغفري الآن فورا
ديدمونة – فورا..؟!..مامعني
كلماتك تلك..؟!
عطيل – استغفري...لا اريد قتل
نفسك وهي خاطئة
ديدمونة – قتل..؟!..تتحدث عن
القتل يا عطيل..؟!
عطيل – نعم...سأقتلك حتي لا
تخونين رجالا غيري
ديدمونة – انا لم أخن
عطيل – خنتي اباكي
لأجلي...وخنتيني لأجل غيري..تضرعي الي السماء لعلها تغفر ذنوبك
ديدمونة – لا ذنب لي إلا هواك
عطيل – ومن اجل هوايا ستموتين
ديدمونة – أمن العدل قتل المحب
من اجل حبه..؟!
عطيل – وهل الخيانة من العدل في
شئ..؟!..ذلك المنديل الذي كنت احبه..هديتي الأولي لك وذكري هوانا...اهديتيه الي
عشيقك كاسيو
ديدمونة – اقسم انه لم يحدث
عطيل – احذري يا حبيبتي من
الكذب وانت علي فراش الموت..اعترفي لعلك تتطهرين ففي كل الاحوال ستموتين عما قليل
ديدمونة – اذن فليرحمني الرب
عطيل – انني بالفعل اتمني ذلك
ديدمونة – ولماذا لا ترحمني انت
ايضا..؟..كل هذا هراء
عطيل – لقد رأيت منديلي في يديه...ويحك
من امرأة خائنة...لقد حولتي قلبي الي قطعة من صخر
ديدمونة – أأت بكاسيو
واسأله...هو صديقك ولن يكذب
عطيل – لقد صمت كاسيو الي الأبد
ديدمونة – ويحي..اقتلته يا عطيل
عطيل – لعمري إن كان له الف
حياة لافترستها كلها
ديدمونة – ويلاه..لقد خدعوك
وخانوه واضاعوني
عطيل – اتبكينه امامي (يخنقها)
اهلكي يا فاجرة
ديدمونة – بحياتك يا
سيدي..انفني ولا تقتلني
عطيل – اهلكي يا فاجرة
ديدمونة – اقتلني غدا اذن..دعني
اعيش الليلة لعلي اثبت لك أن كاسيو..
عطيل – كاسيو مرة
اخري..؟!..موتي الآن يا ديدمونة (يواصل خنقها)
ديدمونة – دعني اذن اصلي صلاتي
الأخيرة
عطيل – لا صلاة لك...موتي بغير
صلاة يا حبيبتي العاهرة
(يخنقها حتي الموت بينما يبكي
فوقها مقبلا اياها في ذات الوقت)
(عودة لقلعة الأميرات)
الن – لا لا لا...هذا ليس عدلا
علي وجه الاطلاق
وليم – اكمال القصة ربما يوضح
مجري العدل...فبعد أن يستبين عطيل ذنبه وتثبت براءة ديدمونة يطعن نفسه
الن – ويموت..؟
وليم – توا...بل انه ربما صعدت
روحهما معا الي السماء
الن – واو...!! .. يالك من مؤلف
عادل...!!!
وليم – بالطبع..
ديدمونة – وماذنبي أنا إذ تم
قتلي لوصف العبرة من خلف عدلك هذا..؟!
وليم – مرة اخري أؤكد أن شخصيات
الكاتب تخلق لصنع مأساة أو ملهاة تنشد عبرة
ديدمونة – ونحن عبرة العالم يا
وليم بسبب قلمك
وليم – لا تهاجميني يا ديدمونة
فلست بقديسة
ديدمونة – اتطعنني انت ايضا في
شرفي يا وليم..؟!
وليم – ليس شرفك...بل رغباتك
وعشقك يا ديدمونة
تيتانيا – هناك عبث في مصائر
شخصياتك النسائية..عبث عبث عبث
ليدي – بل استهتار ربما
جرترود – ولما لا تكون قصدية
جولييت – اضطهاد تقصدين..؟
جرترود – نعم...لإرضاء العصر
والكهانة الدينية
ليدي – الكهانة الدينية..؟
جرترود – نعم..انسيت الي اي عصر
تنتمي انت..؟..عصر سيطرة الكنيسة علي كل شئ...حيث كان الحكم الديني يستلب
البلاد..المرأة شر وفقا لهذا المنطق في كل التفاسير...واجه نفسك..لقد بعت مصائر
شخصياتك لصالح التطرف الديني
وليم – تطرف ديني...؟!..جديدة
هذه التهمة
ليدي – ولم لا يكون تطرف
عرقي..؟!
وليم – عرقي..؟!
ليدي – نعم...ربما كنت عنصريا
يا وليم فأردت ان تثبت ان العربي اسمر البشرة همجي وقاتل ولا تتغير طبيعته تلك حتي
بالحب
جرترود – مممم..فأثبت نظريتك
علي حساب عمر المسكينة ديدمونة...وجهة نظر يا ليدي
وليم – هذا عبث...عبث
جولييت – كفاكم احاديث
عبثية...فموكب الملكة سيمر الآن
(اصوات نفير عسكري)
(الشاشة تبث لقطات من فيديو
موكب كليوباترا الشهير)
(تظهر كليوباترا علي ظهر محفة
فخمة ينزلنها الجواري عنها)
(يستقبلها قيصر وحاشيته)
قيصر – سعيد بتلبيتك دعوتي
لزيارة روما ...مرحبا بملكة مصر العظيمة
كليوباترا – (نصف انحناءة)
مرحبا بمولاي قيصر العظيم..اعزازا لمكانتك ارسلت لك هدية عزيزة غالية الي
قصرك...ولكني سأستردها وانا عائدة الي مصر
قيصر – وهل تسترد الهدايا يا
جلالة الملكة..؟!
كليوباترا – الا تلك
الهدية...فهي جزء من قلبي
قيصر – جزء من قلبك.؟!..يا الهي
..؟!..كم هي نفيثة..؟!
كليوباترا – وجزء من كبدك
قيصر – (يضحك رغم دهشته) لن
تكفي ابدا عن الفوازير ..رائعة الحسن وخفيفة الظل وستبقين..ما هي الهدية اللغز..؟!
كليوباترا – انه قيصرون...ابنك
قيصر – ابني..؟!
كليوباترا – نعم...قيصرون..ابن
قيصر روما من كليوباترا ملكة مصر وحفيد بطليموس قائد جيوش الاسكندر الاكبر وصديقة
المقرب...نسب ولا اروع...تعتقد ان بوسعه حكم روما ومصر يوما ما..؟!
قيصر – ابني..؟!!!
كليوباترا – بالطبع...امثل هذه
الأشياء تنسي يا قيصر العظيم
قيصر – لا والله...لا تنسي ولن
تنسي ابدا يا كليوباترا...ولكنني ومنذ ان أتوا الي بك ملفوفة في سجادة ..وانا لا
أأمن دعاباتك...لقد استطعتي وقتها اقتحام مجلس قيصر بحيلة ذكية رائعة...وقتها كنت
تسعين الي الانفراد بعرش مصر من يد اخيك الاصغر...ولقد ساعدتك...تذكرين..؟
كليوباترا – بالطبع اذكر..كما
تذكر انت ليال رائعة دافئة أتت احداهما بولدك..قيصرون
قيصر – كليوباترا...أنا سعيد
جدااااااا بوجود ولد منك يحمل اسمي ...فهو كما قلت حفيد بطليموس الأول...سلسالك
الرائع...مرحبا بك في روما حبيبتي الرائعه
(يهم بتقبيل يدها ولكنه يصرخ
فجأة ويسقط سريعا)
(تبث الشاشة بعض لقطات قتال
روماني ومبارزات)
(نقلة)
(احدي الجواري تهمس لكليوباترا)
الجارية – لقد اغتيل قيصر
كليوباترا – يا الهي ...شهر
واحد فقط من وجودنا هنا ويغتال..؟!..فورا احضروا قيصرون ولنغادر روما متجهين الي
مصر....هلموا...اريد أن أصل الي الاسكندرية بأسرع وقت ممكن
(نقلة)
(جارية اخري ترحب بمولاتها)
الجارية – مرحبا بعودتك يا
مولاتي...ان كل ذرة رمل علي شواطئ الأسكندرية اليوم فرحة بعودتك وبعودة مولاي
قيصرون الي ارض مصر
كليوباترا – نعم...لكن الوضع جد
خطير...ولا ندري الي اين تتجه الأمور
(تدخل جارية اخري)
الجارية – مولاتي...لقد قسموا
امبراطورية روما بين مارك انطونيو واكتافيوس قائدي قيصر
كليوباترا – يا
الهي..!!..وترانا سنكون من نصيب من..؟!..اتمني مارك انطونيو ..صديقنا القديم
الجارية – وهو كذلك
يامولاتي...لقد صارت مصر من نصيبه
(نقلة اضاءة)
(كليوباترا امام انطونيو)
كليوباترا – انطونيو حبيبي
القديم الجديد
انطونيو – كليوباترا... تاجك
لك...ومصر بخيراتها ملكك
كليوباترا – امازلت تحبني يا
انطونيو..؟!
انطونيو – الحب كلمة قليلة بوصف
عاطفتي تجاهك
كليوباترا – وانا ايضا احبك
..مولاي وحبيبي وفارسي النبيل
(رقصة تعبر عن شدة الحب بين
انطونيو وكليوباترا)
(تقطع جارية حالة الغرام صارخة)
الجارية – احقا سيدي ...احقا
مولاتي...احقا سيهاجم اوكتافيوس الاسكندرية..؟!..هل قرر الجور علي ملكك يا
سيدي..؟!
انطونيو – نعم...اوكتافيوس
النهم لا يكفيه نصف الامبراطورية الرومانية ...يطمع في الباقي...لكنني اقسم ان
اذيقه المرار بحسامي هذا (يستل سيفا)
كليوباترا – وأنا حليفتك يا
انطونيو...عتادا ومالا ورجالا واساطيل تحت قيادتك...لك النصر يا حبيبي..انا حليفتك
انطونيو – بل حبيبتي يا
كليوباترا
(الشاشة تبث قتالا ومبارزات)
(كليوباترا تتابع بين جواريها)
كليوباترا – سينتصر انطونيو
...عهدته مقاتلا ضاريا وشجاعا لا يشق له غبار
جارية – اتمني...لا تنسي أن
اوكتافيا اخت اوكتافيوس المهاجم هي زوجة انطونيو المدافع ...حبيبك
كليوباترا – الحروب بين الأمم
يتخللها احيانا اغراض خاصة...اليس هذا ما ترمين اليه...؟!...في كل
الاحوال...سينتصر انطونيو...أثق في حليفي
(الشاشة تعرض لمعركة اكتيوم
البحرية الشهيرة)
(يبدو من الوجوه ان المعركة
تسير علي غير ما يرام)
جارية – يا الهي...
جارية2 – لا اصدق
كليوباترا –
وافجعتاه...وافجعتاه
(يدخل انطونيو يعدو والسيف
يخترق خاصره)
انطونيو – اسرعوا بي الي
كليوباترا...ان روحي تفيض
كليوبترا- ياللفاجعة قتلوك يا
حبيبي
انطونيو – لا...ما انتصر علي
انطونيوس أحد..انما انتصر انطونيوس عل نفسه
كليوباترا – طعنت نفسك
اذن...يالبؤس حياتي
انطونيو – انني اموت يا
كليوباترا...اردت فقط ان اطبع علي شفتيك آخر قبلاتي
كليوباترا – لو كان في شفتاي سر
الحياة لما فارقت شفتيك ابدا
انطونيو – اود ان احادثك آخر
حديث
كليوباترا – بل دعني انا
اتحدث...دعني أسب الهة الحظ...تلك العاهرة البغي
انطونيو – لا تأمني لأوكتافيوس
يا كليوباترا...لا تأمني لقيصر الجديد أبدا
كليوباترا – لن آمن الا ليداي
هاتين
انطونيو – احتفظي بخوذتي يا
حبيبتي..وان قابلتي اوكتافيوس اخبريه ان لعنة انطونيو ستطارده للأبد...احبك يا
مليكتي
(يموت)
كليوباترا – (تبكي وتضم رأسه)
اتمضي عني يا أشرف رجل عرفته قابلته..؟!..اترحل عني يا حبيبي..؟!...كيف سأحيا في
هذه الدنيا السقيمة وهي بعدك مجرد حديقة للخنازير...(تصرخ) انظروا جميعا..ان تاج
العالم يهوي ..لقد سقط اكليل الغار الذي كان يزين جبيني...تهافت لواء الجنود
وسقط..الآن تساوي الصبية والراشدون..الفرسان وقطاع الطرق..السفلة والأماجد..لم
يبقي شئ جليل تحت قمر هذه الدنيا...مات انطونيو...مات انطونيو
جارية – تماسكي يا سيدتي...فوق
كاهلك مسؤلية دولة
كليوباترا – سقطت...سقطت في يد
اوكتافيوس وانتهي الأمر...وها أنا أسقط الآن
جارية – مولاتي الملكة..انت
كملكة
كليوباترا – انتهي أمري...ما
أنا الا امرأة يحكمها الحب البائس كما يحكم ابسط فتاة ريفية تحلب الأبقار..كنت أود
لو أقذف صولجان ملكي في وجه الآلهة الغادرة وأصرخ في وجهها غضبا..لقد سلبتني أغلي
جوهرة...سلبتني حبيبي...كما سلبتني بلادي..لقد انطفأ سراجي...(تحاول
الاستقواء)..هيا..ادفنوا انطونيو في مهابة تليق بالرومان والبطالمة والفراعنة..حتي
يفخر به الموت في دولته..وداعا ايها الجسد الذي كان يضم هذا الروح الشامخ
الشجاع...وهنيئا لك يا ملاك الموت
(اصوات هرج ومرج)
جارية – (تستنجد) مولاتي...ان
اوكتافيوس في طريقه الي قصرك
كليوباترا – البسوني عبائتي
وضعوا تاجي فوق رأسي...وإلي بثعبان النيل فورا
جارية – ولكن الثعبان..
كليوباترا – (تنهرها) إلي به
فورا...وانتن...اتركنني وحدي تماما..
الجارية – الثعبان يا سيدتي
كليوباترا – هات .....انصرفي
معهن...انصرفن جميعا
(وحدها تماما)
كليباترا – (ممسكة الثعبان)
الوداع يا مصر..يخيل الي أن انطونيو يدعوني..وانه راض عن فعلتي النبيلة..اني اسمعه
يسخر من نصر اوكتافيوس..فالألهة تجود بالنصر علي البشر لتعلل غضبها عليهم بعد
ذلك...انطونيو..اني قادمة اليك يا زوجي الحبيب..ها أنا ذا من نار وهواء..أما بقية
عناصري فإنني اهبها للحياة السفلي ...(تمسك الثعبان كما لو كانت ترضعه من نهدها
الأيسر)..تعال يا رضيعي الي ثدي أمك النائمة...تعال ايها الملاك الذي سيجمعني
بأنطونيو...من العجيب انهم يجزمون بأن الملائكة لا تتجسد في ثعبان ابدا...ولكنك
انت ملاكي الصغير..(يلدغها فتتأوه)..يارب الشمس الغاربة ..يا ذو الخصلات الذهبية..اصنع
استقبالا يليق بملكة..بكوكب يسقط من اعلي السماء الدنيا...انطونيو...سأقضي ليلتي
معك
(تسقط صريعة )
(الشاشة تعود بنا لقلعة النساء)
الن – ماذا اقول يا
شكس..؟!..موقفك حرج للغاية
ديدمونة – نعم...شئ خانق
وليم – الا مع كليوباترا...لا
تنسوا انها من التاريخ ..بنيت علي احداث واقعية
جرترود – اعتقد ان هذا الفارق
ربما جعل من قضية كليوباترا قضية مختلفة عن قضايانا
كليوباترا – ومن بالعادة يكتب
التاريخ..؟
(لحظة صمت)
كليوباترا – اجابة رائعة...من
الذي يكتب التاريخ ايها الكاتب الكبير..؟!
وليم – (وقد استوعب مورالها)
التاريخ يكتبه المنتصرون
كليوباترا – السواد الأعظم مما
كتب عني وأخذت انت عنه واخذ غيرك منه..كتبه الرومان..المحتلون الذين اسقطوا
دولتي...من يكرهونني هم من كتتبوا تاريخي..هل هذا عدل
وليم – ولا من العدل أن اتحمل
أنا قضية من الذي كتب تاريخك..!!
كليوباترا – ولكن كان من العدل
أن تتبني موقفهم...اليس كذلك..؟!
وليم – لم اتبني موقفهم
كلية..كنت في نظرهم مجرد عاهرة
كليوباترا – وفي نظرك
(وليم يصمت)
كليوباترا – عاهرة لكنها ملكة
عظيمة ذو شأن...الفارق ليس جوهريا علي كل حال
وليم – بل كان جوهريا و...
تيتانيا – الجوهري الآن أن
تحاكم علي كل هذا
جولييت – أن تتذوق صنيع يديك
ديدمونة – أن تدفع ثمن الحيوات
التي اهدرت
جرترود – والقلوب التي ادمتها
المآسي
ليدي – والعقول التي ضاعت
الن – دماء كثيرة سالت ..شجرة
سوداء زرعت في ارضك...زرعتها يديك يا وليم..ويبدو انك وحدك من سيجني ثمرتها المرة
(يلتفون حوله...ويدورون في
سرعة)
جرترود – انت سادي وقاتل
جولييت – انت مدمر وقاس
تيتانيا – انت اناني ورهيب
ديدمونة – انت مخرف ومشعوذ
كليوباترا – انت متواطئ وذكوري
ليدي – انت دموي وهمجي
الن – انت...
وليم – (صارخا)
انا ماذا..؟!...انا ماذا يا
الن...؟ّ..انا فقط احببتك...اما هن..فإليك التفاصيل...جرترود تلك امرأة كانت فقط
تريد مضاجعة اخو زوجها ...لأنه رجل اكثر فحولة من زوجها الملك...ديدمونة تلك مجرد
فتاة تحب فحل اسمر مفتول العضلات ليس إلا...وتيتانيا جنية تسعي لمضاجعة حمار
انتقاما من زوجها...اما ليدي ماكبث فهي امرأة استخدمت انوثتها مع زوجها في الدفع
به الي القتل من اجل ان تنال لقب ملكة...وكليوباترا هذا ما ذكره التاريخ عنها....كلكن
غارقات في العهر يا نسائي العزيزات
الن – وماذا عن جولييت
الصغيرة..؟!
وليم – وحدها تبقي هي الأكثر
براءة...لكنها كانت وستظل ايقونة الحب الحقيقي ..والحب للأسف مقترن بالمأساة
دائما...فقصص الحب السعيدة لا تكتب..ولا يكتب عنها...لأنها بلا دراما مغرية
الن – وأنا يا وليم..؟!
وليم – انت يا الن شيئ
آخر...انت كبيرة العاهرات يا حبيبتي...كبيرتهن..لكنني احبك
جرترود – انت تتبني وجهة نظر
هاملت ..ولدي المجنون..وبسيفه سأقتلك (تستل احد السيوف المرمية من المشاهد
السابقة)
ليدي – انت كساحراتك الخداعات
تماما..كلامك كالتعاويذ..بخنجر ماكبث رجلي الضعيف سأطعنك (تضع الخنجر علي رقبته)
ديدمونة – نفس اتهامات عطيل
المبتذل بالعهر...بسيف كاسيو الشريف سأساعد في الخلاص منك
تيتانيا – اناني وصلف وجلف...من
الجميل أن تسخط قردا
جولييت – بل من الجميل أن تموت
مسموما يا وليم..
كليوباترا – كالرومان تزور
تاريخي...لا فرق بينك وبين اوكتافيوس...بعضة ثعباني هذا سينتهي امرك تماما (تهم
اليه وفي يدها الثعبان)
(يخرج وليم من جيبه قلما وهو
يحاول المقاومة)
وليم – وبهذا القلم كان يمكنني
القضاء عليكن تماما..منذ البداية...أن اجعلكن بلاوجود فعلي...بلا قصة...بلا اسماء
إن اردت...أنا من جملتكن بكل الالفاظ والمعاني لكي يكتشف المتفرجون مدي بشاعتكم
الكامنة خلف الجمال الحسي...ايتها النسوة...عدن الي صفحاتكن فأدواركن المكتوبة
أولي بكن...وان كنتن تودن التمرد..فلتتمردن علي انفسكن
النساء معا – ويحك..انت صانعنا
وليم – عدن الي صفحاتكن بسحر
القلم
النساء – ويحك..انت صانعنا
وليم – تقبلن اقداركن المكتوبة
وادفعن ثمن خطاياكن
النساء – ويحك..انت صانعنا
وليم – للرواية المكتوبة داخل
دفتي الكتاب قانون...(يلوح لهن بالقلم) فبسم قانون الكتابة عدن الي عالمكن
النساء – ويحك انت صانعنا
وليم – ليكن الحكم بيني وبينكن
قلوب الناس الجالسة علي كراسي المسارح...عدن...عدن
(اظلام تدريجي يصاحبة تغير
لوكيشن في الشاشة حيث منزل شكسبير الذي كان في بداية العرض)
(وليم والن امام المنزل)
الن – هل اعجبتك سهرة العشاء
معي..؟
وليم – رائعة جدا
الن – وهل واتتك الفكرة..؟
وليم – بالطبع
الن – و هل اعجبتك وانا امثل
دور خائنة عشيقها التي استدرجته الي محاكمة قلمه..؟
وليم – (يضحك) بارعة في التقمص
انت يا جميلتي
الن – حسنا...قلمك مشحون الآن..؟
وليم – جدا
الن – اكتب اذن..اكتب..حتي يحين
موعد عشاء آخر
وليم – ما رأيك بأن تجلسي امامي
ريثما أكتب مثل الموديل التي تجلس امام النحات
الن – شكس...لقد تأخر
وقتي...اذهب الي قلمك واوراقك...الي اللقاء
وليم – حسنا...الي اللقاء
الن...اراكي في عاصفة ورقية جديدة
الن – حين تمطر السماء
أوراقا....
وليم – نعم ..حين تمطر اوراقا
(تختفي الن بينما يبقي وليم
وحده)
(يتمطي مستمتعا ويشد شهيق عميق)
(فجأة ترعد السماء وتبرق ثانية)
(ينظر لأعلي ويبتسم)
(اظلام تدريجي(
......................................................................................سامح عثمان
يناير 2016
. بوستر العرض الأول للنص
. المهرجان التجريبي مصر
. المهرجان التجريبي تونس
. بوستر العرض الثاني
. شارك العرض بالمهرجان الختامي لفرق الأقاليم
ثم بعد ذلك توالت عروض أخري للنص
. بعض المقالات و الأخبار من هنا يمكنك الدخول 👇
http://gate.ahram.org.eg/News/856456.aspx
نساء شكسبير بين المسرح لنقدي وجبرية الخلق
https://www.vetogate.com/Section_32/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-
تكريم نساء شكسبير من وزارة الثقافة التونسية 2016
لينك صفحة الصور علي جوجل ومزيد من الأخبار والمقالات
التحليل النقدي لنساء شكسبير بالمهرجان القومي 2016
الصورة عام 2016 أثناء استلام جائزة ( نبيل بدران ) عن نص نساء شكسبير
المهرجان القومي للمسرح المصري الدورة التاسعة
( دورة الفنان نور الشريف )
التعليقات على الموضوع