النص المسرحي( تحت الترابيزة ) تأليف/ سامح عثمان 2012
تأليف
الشخصيات
( وفقا لكلام الراوي)
. الراوي نفسه ...باديء الحكايه وصاحب الريموت كنترول
. كامل أيوب..مثقف المكان أو الذي يعتقد أنه مثقف المكان..أو
الذي يعتقد ذلك من حوله...والمصادفه أنه بالفعل
كذلك
. سالي قطان.. هي شريفه عبد النبي ولكنها تحلم...
. فيكتور عبد المسيح..
سائق سيارة اسعاف ومع ذلك لم يستطع انقاذ
زوجته فقد
لحقت
بالشيخ دسوقي بعد اسبوعين فقط
. حسن .. انه الشاب صاحب المبادئ ....عديم المبدأ
. ورده.. حفافه وفي قول آخر كوافيره...هي بنت الشيخ دسوقي
كارهة الأحذيه
. الشخص.. لا يعرف عنه احد شيئا ..ولا هو ولا الراوي ولا حتي
المؤلف
وربما هذا هو الذي
يجعله متوتر دائم الانفعال والخوف
المكان
تحت ترابيزة سفره محترمه بمفرش محترم في بيت
محترم
الزمان
وقت حدوث العرض المسرحي للنص
المنظر :
بانوهين عملاقين يسارا وآخرين مثلهما يمينا
...الاربعه يشكلون اقداما لترابيزه عملاقه....براقع المسرح مدلاه قليلا بما يعطي
شعور وكأنه مفرش السفره
مع
وجود شاشة سينما في المنتصف
(
في حال عدم رضاء المخرج أو السينوغراف عن هذا التصور البدائي يعتبرانه فورا في حكم
العدم ويفعلا ما يحلو لهما ولكن مع الحفاظ علي ما يوحي بأن مايجري من احداث هو
اسفل منضده ضخمه)
.
الممثلون السته في وضع ستوب كادر بريئكشانات تراجيديه قويه حقيقيه
.
موسيقي توحي بأجواء طقسيه تضفي مهابه علي الراوي ابيض اللحيه المتخذ مكانه خارج
العلبه الايطاليه في مكان عال ربما كان كرسي عال جدا يتم الصعود اليه بسلم ككرسي الغطاس
المنقذ...
في
يد الراوي كتاب ضخم ...الراوي بكتابه بالموسيقي الطقسيه التي تحيطه يشعرنا وكأننا
أمام التاريخ نفسه
.
الإضاءه تستعرض المنظر العام وتساعد الموسيقي حتي الوصول الي لحظة تشبع مفعمه يبدأ
بعدها الراوي حديثه
الراوي: - سأتكلم يا ساده...وعندما يتكلم التاريخ فعلي الجميع أن ينصت...ولكن قبل الكلام وجبت تحيتكم...ولا يملك رجل مثلي أن يحيي أناس مثلكم بأفضل من مثل هذه التحيه
( يشير للممثلون بالريموت كنترول فنسمع اغنيه
شعبيه جدا مما يطلق عليه اغنية مهرجانات أو اغنية موتوسيكلات)
( أغنيه)
(
يرقص علي الاغنيه
جميع الممثلون وحتي الراوي نفسه وتنعكس الأجواء تماما من هالة التقديس الي قمة
المسخره)
الراوي
– (محاولا استعادة مهابته)
ونعود الآن الي سيرتنا الأولي
...سأحادثكم اليوم عن هؤلاء الناس اللذين
يعيشون اسفل المنضده...أي تحت
الترابيزه....ولهؤلاء الناس تاريخ طويل
جدا....وقدييييم جدااا
(اضاءه علي شاب فرعوني وفتاه فرعونيه يهيمان حبا)..(موتيفات بسيطه طبعا)
الفتاه – بتحبني
الشاب – ايه اللي باحبك انا باموت فيكي
الفتاه – والحب بيبقي آخرته ايه...؟
الشاب – الحب آخرته معروفه يا انتحار يا ندم
الفتاه – ايه ده..؟!...الحب آخرته الجواز طبعا
الشاب
– اكيد طبعا...بس انتي شايفه الظروف...وبعدين دي ظروف جيل بحاله
مش ظروفي لوحدي...دي ظروف كل شاب
فرعوني..البلد كلها في ازمه
بس بيقولوا هاتنهض قريب ماتقلقيش
( تدخل ام الشاب بموتيفه فرعونيه ايضا وهي تنادي علي ابنها)
الأم – حتب ...يا حتب...انت يا واد يا حتب ...بتعمل ايه يا منيل..؟؟
الشاب – ايه يا امه..؟..فيه ايه يا ما..؟...واقف مع مني شبسوت شويه..فكك مننا بقي
الأم – مني شبسوت..؟..انتي هنا يا مزغوده..انتيبقي اللي حايشاه عن شغله..؟
الفتاه – ايه مزغوده دي..؟..عيب كده يا خاله حماتيتي..ده انا بكره ابقي مرات ابنك
الأم
– فشرتي يا لفافه يا دنانه...انا ابني مايتجوزش واحده دنت معاه..ومقام آمون رع
ماتشميه ابدا..اجري يا منيل..اجري روح
ساعد ابوك.. ابوك قرب يخلص بنا
الهرم لوحده...اجري الا الفرعون خوفو يولع فينا
الشاب
– ماتقلقيش ياما انا وابويا مقسمين الشغل...ابويا مسؤل عن رص الحجر
انا دوري ماجاش
الأم – ودورك ايه بعد ابوك مايرص الحجر يا عين امك...؟!
الشاب – أشربه
الأم – ( بفخر) ربيت ولاقيت ..يا فرحتي بيك يا آخرة صبري
الفتاه
– صحيح ...مابتجيبش ظابط
..........................................................................(نقلة
اضاءه)
الراوي
– هؤلاء الناس اللذين يعيشون تحت الترابيزه ..منهم من حاول الصعود فوقها
بطرق شريفة ومشروعه
( اضاءه علي شاب يمسك كتابا ويذاكر بينما امه
تقدم له كوبا من الشاي)
( نسمع موسيقي اغنية ست الحبايب)
الشاب – (يقبل يد امه) المثابره والاجتهاد والعمل (يعاود مذاكرته)
الراوي – واستمر يحاول
(نسمع
موسيقي الناجح يرفع ايده)..
(الشاب يرتدي خوذة مهندس وروب محاماه وسماعة طبيب..الخ)
الشاب – المثابره والاجتهاد والعمل
الراوي – وظل مستمرا في المحاوله
(نسمع
موسيقي زفة فرح)
(الشاب امامه فتاه ترتدي طرحه)
الشاب – المثابره والاجتهاد والعمل (يقبل يد عروسه)
الراوي – ولم ييأس من المحاوله
(نسمع
موسيقي سبوع طفل)
(زوجته تعطيه طفلا صغيرا)
الشاب – المثابره والاجتهاد والعمل
الراوي – ويدور الزمن ويبقي علي اصراره
(الشاب
علي فراش الموت والجميع حوله يوصيهم آخر وصاياه)
الشاب –وصيتي ليكم وانا باموت 3 حاجاتتحطوهم حلقه في ودانم ....المثابره والاجتهاد والعمل... (يموت)
الراوي
– وتم دفنه تحت الترابيزه.. ومعه مبادؤه الثلاث......ومن الناس من حاول
الصعود فوق الترابيزه بطرق غير مشروعه
(بؤرة اضاءه علي شاب يرتدي كملابس شكري سرحان في اللص والكلاب)
الشاب – عشره جنيه ..؟!...يبقي انت بقيت زبوني الليله
الراوي
– ولعب مع الكبار...ولم يكن يعلم ان النتيجه الحتميه للعب مع الكبار
هي جيم أوفر
(البوليس يحاصر الشاب)....(الضابط وبيده مكبر صوت)
الضابط
– سلم نفسك يا سعيد يا مهران...المكان كله محاصر...مافيش داعي لأي
محاوله للهرب
سعيد – مش هاسلم نفسي...انا كنت خلاص قربت اطلع فوق الترابيزه
الضابط
– بيتهيألك...كانت اشتغاله...سلم نفسك يا سعيد...خد ...نور عاوزه تكلمك
(يعطي مكبر الصوت لفتاه تقلد شاديه في الفيلم)
نور – انا نور يا سعيد....سلم نفسك يا حبيبي
سعيد – ايه اللي جابك هنا يا نور...؟
نور
– باحبك يا سعيد..احنا مكتوب علينا نعيش تحت الترابيزه...سلم نفسك ومش
هايموتوك
سعيد – انتي متأكده انهم مش هايموتوني...؟!
نور
– ايوه ...الظابط حلف ع المصحف...مسكه وحلف عليه قدامي...وكان بيفطر
قام مقطع رغيف عيش علي عينه وقال والنعمه دي ما هاموتو لو سلم نفسه
(يستسلم سعيد رافعا يديه) (الضابط يضربه بالرصاص فور استسلامه)
سعيد
– (وهو يسقط ارضا)....بتبعيني يا نور....؟!
(نور في حالة دهشه وفجيعه مرتميه فوق سعيد متسائله للضابط)
الضابط
– (لنور) انا حلفت ع الديكشينري....والعيش كان عيش افرنجي مش عربي
يعني طبقا لأحدث فتوي لا يجوز
الحلفان عليه..(يضحك بشر كرتوني)
(ينفخ في فوهة مسدسه)
الراوي
– لم تفد المحاولات المشروعه ولا الغير مشروعه في صعود من يسكنون
تحت الترابيزه الي فوق
الترابيزه...لذلك كانت هناك محاولات عبر
التاريخ لقلب الترابيزه نفسها
( مشاهد عبر شاشة السينما لثورات مصر المتعاقبه عبر التاريخ)
الراوي
– وكثيرا ماكان يعيش الناس سنوات من الحلم وهم يعتقدون ان الترابيزه اتقلبت فعلا....ولكن سرعان ما يكتشفون ان هذا ليس
صحيحا بشكل كلي...فبعد سنوات طوال من الحلم
..يجدون انفسهم في نفس اماكنهم
وكأنك يا بوزيد ماغزيت.....ومرت
السنوات علي هؤلاء الناس وهم
يعيشون تحت الترابيزه...يأكلون
ويشربون ..يحبون ويكرهون..يتناسلون
يولدوا ويموتوا تحت الترابيزه...
والآن سأعرفكم الي بعض منهم....بعض
ممن يسكنوا تحت الترابيزه
فلنبدأ...( يضغط الراوي علي ريموت كنترول بيده)
( بؤرة اضاءه علي كامل المثقف)
الراوي – كامل ايوب
كامل
– اينما وجد الظلم فهذا هو وطني....تشي جيفارا
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
كامل – لا تعطي الفقير سمكه ولكن علمه كيف يصطاد...حكمه صينيه
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
كامل
– في البدايه يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر...المهاتما
غاندي
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
كامل
– لولا ولاد المره ماكنا رجعنا لورا....الثائر الحق
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
(يثبت كامل)
الراوي
– كامل هو مثقف المكان ..او الذي يعتقد انه مثقف المكان..او ربما الذي
يعتقد من حوله انه مثقف المكان
(يضغط علي الريموت فتظلم بؤرة كامل وتضاء بؤرة اضاءه علي سالي)
الراوي – شريفه عبد النبي
سالي – لأ...سالي قطان (يضغط الريموت مثبتا سالي)
الراوي – شريفه فنانه حقيقيه...موهوبه بجد
(سالي تؤدي جزء صغير من اغنية سعاد حسني بانوا علي اصلكوا بانوا)
الراوي – اضطرت شريفه الي تغيير اسمها من شريفه الي سالي
سالي
– مافيش مشكله ...اغير اسمي
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
سالي
– مافيش مشكله...أغير طريقة لبسي
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
سالي
– برضه مافيش مشكله...أغير طريقة كلامي
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
سالي
– لأ....كده فيه مشكله
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
سالي
– فيه مشكله
( الراوي يضغط علي الريموت كنترول)
سالي
– كده بقي مشكله
( الراوي يضغط علي
الريموت كنترول)
( بلاك علي سالي)
الراوي
– وبقيت سالي تحت الترابيزه تصارع نفسها مابين احلام الصعود وثمن ذلك
الصعود
(
صوت قوي لسارينة اسعاف واضاءات عربة اسعاف)
(يدخل فيكتور بدركسيون سياره في يده)
فيكتور – خد يمينك يا اجره...وسع طريق يا ملاكي...وسع طريق
الراوي
– (يضغط الريموت فيثبته)
فيكتور عبد الملاك....سائق سيارة اسعاف تابعه لمرفق الاسعاف العام
( يضغط الراوي علي الريموت فتعود السارينه)
فيكتور
– واحد ضربته عربيه بسرعة 150 كيلو
(سارينه)
زوج يرمي زوجته من الدور الخامس (سارينه)
زوجه تضبط زوجها متلبسا بالخيانه فتقطع له..
(الراوي يضغط علي الريموت فنسمع صافره مكان تكملة الجمله)...(صوت سارينه)
فيكتور
- عائله تحرق بيت عائله اخري بكل سكانه
(صوت سارينه)
بلطجيه طرف تالت يهاجمون مظاهره
سلميه بقنابل المولوتوف (سارينه)
انهيار عقار...سطو مسلح...طعن طالب
واقف مع صديقته...مشاجره
...شروع في قتل...انفلات امني
الراوي
– (يضغط الريموت فيوقفه)
كان فيكتور يعود من عمله الي تحت
الترابيزه منهكا متعبا...لكنه كان من
كثرة ما يراه من دماء راضيا عن حاله...حامدا ..شاكرا
فيكتور – (يقبل يده وجه وظهر)...الحمدلله...حالنا احسن من غيرنا كتييير قوي
الراوي
– كان فيكتور زوجا طيبا له زوجه طيبه تدعي ماري ولكن ماتت ماري
بنفس الطريفه التي مات بها الشيخ
دسوقي..وستعرفون كيف ماتا
في حينها
(يضغط الريموت)..(بلاك علي فيكتور واضاءه علي حسن)
حسن بيومي ..حسن شاب متطلع....دايما بيحلم بحياه أفضل
حسن – ضنك وقرف وشقي...ايه النحس ده..؟..امتي نقب ونطلع فوق الترابيزه بقي؟
الراوي
– وكان لحسن بعض المفردات التي كثيرا مايصف بها تصرفات الآخرين
عندما تكون علي غير هواه
حسن
– عيب
الراوي – (يضغط الريموت)
حسن – حرام
الراوي – (يضغط الريموت)
حسن – مايصحش
الراوي
– ولكن الغريب في أمر حسن انه كان في بعض الأحيان يستطيع أن يصل
بطريقه أو بأخري الي فوق الترابيزه ليأتي بعدة بضائع من هناك
(بؤرة اضاءه علي البيك جالسا بحلته علي كرسي هزاز معطيا ظهره للناس ويلقي ببعض الملابس والمعلبات وحسن واقفا خلفه يجمعها في لهفه)
حسن – الله اكبر......بسم الله ماشاء الله.....ربنا يزيدك من كرمه يا كبير....ده كل الناس تحت الترابيزه هايدعولك واللهي......ربنا يفتحها عليك وعلينا...وانا هافضل بتاعك وراجلك طول العمر....واللهي...واللهي...(يتحدث بغل وكره شديد)...ده انا بحبك حب...ربنا وحده اللي يعلم مقداره ع من هناك
الراوي – كانت تصرف له تلك البضائع صديقته ورفيقته السريه التي سأقدمها لكم الآن
(يضغط الراوي علي الريموت ليختفي حسن وتظهر ورده)
الراوي
– اقدم لكم ورده
(نسمع جزء من اغنية حكايتي مع الزمان
لورده بينما تؤدي الممثله مايم
بارودي)
الراوي – (يضغط علي الريموت فيثبت ورده في وضع الأداء)
الراوي
– لأ طبعا مش ورده الجزائريه...ورده دسوقي...ورده بنت الشيخ دسوقي
العطار..مات ابوها فعصا تحت جزمة
احد الجالسين فوق الترابيزه
مات وهي لسه بنت 15 سنه ...ماورثتش
عنه غير شوية عطاره
قدرت بحبة شطاره انها تطورهم وتحولهم
لصالح شغلانتها الجديده
...ورده اشتغلت حفافه
ورده
– كوافيره منزليه...للعرايس..وللبنات والستات اللي واخدين بالهم من
نفسهم
(الراوي يضغط علي الريموت)
ورده – قص وتصفيف (الراوي يضغط علي الريموت)
ورده – مانيكير وباديكير (الراوي يضغط علي الريموت)
ورده – مساج وتنعيم (الراوي يضغط علي الريموت)
ورده
– حمام مغربي ومعطر هندي وكريم اندونيسي
(الراوي
يضغط علي الريموت)
الراوي – كانت ورده ايضا تسوق ما يأتي به صديقها حسن من فوق الترابيزه
ورده – البسي الإيشي والشفتشي
الراوي – ورده دسوقي شخصيه تعتز بنفسها
ورده – مع ورده دسوقي البسي علي ذوقي
الراوي
– ورغم ان ورده كانت رفيقة حسن السريه والدلاله التي تسوق له بضائعه
الوارده من فوق الترابيزه...الا انه
كان كثيرا ما يلوح بإشارات الحب
لسالي...فكان جيئة وذهابا بين الاثنتين يعمل علي ارضائهما معا
(يظهر
حسن مع سالي في مشهد رومانسي ناعم يراقصها علي موسيقيlove story
ثم يذهب الي ورده التي تعطيه حزاما فيتحزم ويرقص شرقي بينما تطبل له ورده علي طبله <دربكه>)
(يتكرر ذهاب حسن هنا وهناك ورقصه حوالي مرات ثلاث)
الراوي – ولكن بين هذه وتلك ظل حسن علي مبادؤه الثلاث
حسن – عيب...حرام...مايصحش
(الراوي يضغط علي الريموت) (بلاك علي المشهد)
الراوي – هؤلاء نماذج لمن يعيشون تحت الترابيزه..وسأترككم الآن وس....
(يقطعه الشخص وهو بادي العصبيه والسذاجه)
الشخص – وانا...وانا....وانا
الراوي – آه...نسيت...كان هناك ايضا يعيش معهم ذلك الشخص
الشخص – (بتوتر وعصبيه)....الدنيا بتولع...بتولع..(يصمت)
الراوي – ربما كانت في الإعادة افاده (الراوي يضغط علي الريموت)
الشخص
– (يكرر) الدنيا بتولع....بتولع
الراوي – ومرة ثالثه (الراوي يضغط علي الريموت)
الشخص – (يكرر وبنفس الأداء)...الدنيا بتولع...بتولع
الراوي – فلنكمل معا ما يحدث تحت الترابيزه
(الراوي يضغط علي الريموت فتتغير الإضاءه وتظهر كل الشخصيات)
الشخص – (يردد) الدنيا بتولع...بتولع
(يمتلأ
المسرح بالدخان مما يثير رعب الجميع)
< أغنية الدخان>
( الجميع في حالة سعال شديد)
الشخص – مش قولتلكم الدنيا بتولع
سالي – بس ده مش تسرب غاز
ورده – ولا دخان حاتي...يعني لا كفته ولا لحمه
كامل – واكيد مش بير بترول طلع فجأه تحت الموكيت
فيكتور
– (فيكتور وبيده جهاز التنفس الصناعي)
لو حد عنده اختناق ييجي يلبس (ينظر الجميع له في تساؤل)
فيكتور – قصدي يلبس جهاز التنفس
الشخص – انا البس......(يهرول لجهاز التنفس)
حسن – ياللا ...ياللا البسوا كلكوا
كامل
– وانت يا حسن مش هاتلبس مع الناس وللا ايه....؟!
حسن – لأ..انا ماالبسش....انا هارش الفوله وكاشف الإنه
كامل – نبقي بصره يا صديق
سالي – (تهرول الي حسن )..ايه هي الإنه يا حسن قولي..؟!
ورده – (تشده منها)...أنا كمان عاوز اعرف يا حسن مش القطه بس..
فيكتور- هو ليه مافيش واحده منكم جريت علي كامل تسأله...اشمعني حسن..؟!
( يلتفت الفتاتان الي فيكتور فجأه ويبدآن وصله من الردح المصحوب بتسقيف اليدين)
-
قصدك ايه يا عم فيكتور...؟!
-
ايوه قصدك ايه
-
قول وبين نيتك
- دي مش دبانه دي قلوب مليانه
(يتداخل صوتهما حتي يصبح غير مفهوم)
كامل – بس ...بس...انتوا عاوزين تعرفوا ايه الدخان ده وللا مش عاوزين تعرفوا..؟
الشخص – نعرف...نعرف...ارجوك نعرف
كامل – السؤال الأول...هل هذه أول مره تحدث فيها ظاهرة الدخان...؟
الجميع – لأ
كامل
– ومع ذلك خفنا...والخوف من ظاهره تتكرر كل فتره ولا تؤدي الي نتائج
تبعث علي هذا الخوف هو حاله من حالات الغباء الجمعي
ورده – آه ...ولا كأنك كنت هارر علي روحك معانا..!!!
كامل – عنصر المفاجأه مش اكتر
سالي – برضه ماقلتلناش ايه الدخان ده..؟!
كامل
– انطلاقا من الاجابه علي السؤال السابق واللي انتهي بمسلمه مفادها اننا
طبقه مصابه بالغباء الجمعي...فهذا يفترض
وجود طبقه أخري تستغل
هذا الغباء لتسيير مصالحها وبالتالي
ماتتخذه هذه الطبقه من تصرفات
لصالحها قد يؤثر بالسلب علي الطبقة
الأخري دون ان تعي تماما انها
تضار من أجل تحقيق نفع للطبقة
العليا.......ده بكل بساطه...واضح..؟!
( الجميع في حالة صمت وذهول وعدم فهم)
فيكتور – انا غلطان يا اخواننا واستاهل ضرب القديمه.....قولهم انت يا حسن
حسن
– باختصار شديد ...بيه من البهاوات قاعد علي الترابيزه اللي احنا تحتها
..فاتح اللاب توب بيتابع
البورصه...تكييفه شغال ..موسيقي هاديه في
ودانه...برفانه الهادي الشيك في
مناخيره...شوب المانجه المتلج جنبه
سحب سيجاره الكوبي المعتبر.. ولعه
بولاعته الدهب..سحب انفاسه المعتبره
...ويستمتع...احيانا ايده تنزل
بالسيجار لتحت...الدخان يهل علينا..احنا
نترعب...ويقول صاحبنا جملته المشهوره
الشخص – الدنيا بتولع...بتولع
كامل – هو بالزبط كده...ولو فيه حد فيكم مش مصدق بصوا هناك...جزمة البيه أهيه
(الفيديوبروجيكتور يعرض قدمي رجل من اسفل منضده يرتدي حذاءا فاخرا يعلوه بنطلون كلاسيكي بين آونه وأخري تنزل يده بالسيجار الي جوار ركبته)
فيكتور
– جزمه ايطالي معتبره...جلد لازار..سوسته ستانلس...هاف بوت...نعل
إيه وان...كعب قاسي مابيرحمش...جزمة البيه
ورده - متعاصه دم .......متعاصه دم....مش عارفه مقاسها كام
( موسيقي عيد تغلف المشهد)
(ورده في مرحلة المراهقه وفيكتور يجسد الشيخ دسوقي ابوها)
حسن – (بائع احذيه) 30 وبيضه بفيونكه (يقيس لها الحذاء)
كامل – ( بائع احذيه) 31 روز برباط
الشخص – (بائع ثالث) 37 سوده وبكعب عالي
الأب – كعب عالي...؟!!...لسه بدري ...انتي لسه صغيره
ورده – والنبي يا بابا..انا خلاص عندي 16 سنه
الأب – لا لا لأ...زحافي
سالي
– (ماري الجاره)...البنات كباره يا شيخ دسوقي...واحنا عيد وكل سنه وانت
طيب
الأب – لكن يا ست ميري...
ميري – مافيش لكن ...سقت عليك كل الأوليه الصالحين ماتكسر خاطر البت
الأب – خلاص...عشان خاطر خالتك المقدسه ميري
(البائع الثالث يلبسها الحذاء)
ورده – ياااااه...حاسه اني بقيت طويله قوي...فاضلي شبرين وامسك النجوم..
حسن – (شاب بيعاكس) ..يا جامد يا واثق من نفسك انت
كامل – (شاب آخر) ..لما عم الحج يعدي ..كله يبطل لعب يهدي
دسوقي – ولا...ياللا من هنا يا ابن الكلب يا واطي منك له..بتجيبوا الكلام ده منين
احدهم – من كتاب المتحرش الصغير..انت مش بتذاكر ياعم الحاج وللا ايه..؟!
دسوقي – غور يا اد من هنا
ورده – بابا ...علي فكره أول كعب عالي لازم يبقي معاه أول صباع روج
دسوقي
– روج...؟!...اعوذ بالله....روج...؟!...ده امك الله يرحمها ماتجرئتش
تقولهالي
ورده – والنبي يابابا.....عيد بقي وكل سنه وانت طيب يادسو يا حلو انت
دسوقي
– استحي يا بنت الشيخ.......انسي الموضوع ده خالص
ميري – ياشيخ دسوقي فرح البت ...دي يتيمه في يوم عيد...هو انت حيلتك غيرها..؟
دسوقي – بس يا مقدسه ميري
ميري – مافيش بس...ورحمة امها ماتكسر بخاطرها
دسوقي – عشان خاطر خالتك ميري...بس يعدي العيد ماشوفكيش ملطخه وشك بيه
ورده
– طبعا يا بابا......أنا بنت الشيخ دسوقي مؤذن الجامع واقدم عطار في المنطقه
واعرف احسب تصرفاتي كويس...بس كده ناقص
حاجه واحده...جبنا الطقم
والجزمه وصباع الروج فاضل حاجه
دسوقي – ايه عريس ..؟!
ورده – لأ ...لسه بدري....فاضل خروجه...اخرج مع صحابي
دسوقي – ايه...؟!...اهه ده اللي مستحيل....والله...عظيم بيمين...
ميري – (تقطعه)...كل سنه وانت طيب يا شيخ دسوقي...و...
دسوقي
– (يقطعها)...اتفضلي...علشان خاطرخالتك ميري جيرة العمر...بس تكوني
هنا قبل صلاة العصر
ميري – قبل ماتروح تأذن العصر يا خويا هاتكون هنا...مش كده ياورده..؟
ورده
– كده يا خالتي ميري يا احلي جاره وصاحبه وأم في الدنيا دي كلها
(تقبلها)
ورده
– ويعدي اليوم بالفستان الجديد وكعبلة الرجلين في الكعب العالي وصباع
الروج اللي اتنحل بعد ماعدي عليه وعلي
صاحباتي واحده واحده ..
وابتسامه طايره من واد حليوه ...وعنيه
الخجلانه وهي بتبص بعيد عنه
ودره مشوي ودوم يكسر السنان وخضره
وكارته وضحك...ويوحشني
ابويه اللي ماكسرش بخاطري عمره..وعمره
ماخلي نفسي في حاجه
علي قد رزقه....واسبق الوقت واروح اجري
علشان ما ازعلوش
واوصل ويّا اذان العصر
(صوت أذان عذب)
ورده – انا وصلت يا خاله ميري
ميري
– واهه صوت ابوكي ملعلع في ادان العصر اهه...ياللا خشي شقتكوا
واغسلي وشك ...وحضريله الغدا...واوعي
تزعليه واللهي ماشفت في
طيبة الشيخ دسوقي ده
ورده
– لأ...انا هاقف استناه معاكي هنا ...علشان يشوفني وهو راجع من الجامع
يتطمن قلبه
ميري – طيب قوليلي روحتي فين...؟!
ورده – اقولك يا ستي....(مايم يعبر عن مسافه زمنيه)
ميري – اهو ابوكي جي اهه
ورده – (تلوح له)...بابا...انا جيت يا شيخ دسوقي
( اصوات ضحك وخطوات لرجل وامرأه تثير قلق وخوف المرأتين)
ورده – ايه ده...ايه ده...؟؟!
ماري
– ده حد من البهوات الكبار معدي ومعاه الهانم بتاعته...(بذعر)
هم شويه يا شيخ دسوقي
ورده – بسرعه يا بابا....اجري...اجري علي تحت الترابيزه...اجري يابابا ارجوك
(تتصاعد اصوات الاقدام يتابعان ما يوهم بقدم عملاقة تهوي)
ورده – خلي بالك يا بابا...خلي بالك....(صوت مؤثر مفجع)
ورده – (تصرخ).......أبويااااا
(يعود الفيديو بروجيكتور بصورة الحذاء واقدام الرجل)
تحت الرجلين ده مكاننا...ابويا مات
تحت رجليكم..تحت جزامكم ياباشا..
كل جزمكم غرقانه دم...كرهت الجزم
وكرهتكم.....ياما نفسي اقلعكم حفي
وامشيكم طريق طويل فوق قزاز
مكسر..كلكم..لأني مش عارفه مين منكم
اللي هرس جتة ابويه..عنينا ما تجيبش
وشوشكم...آخرنا أساتك شراباتكم ..
بعيد عن كده نظرنا ما يجيبش...لكن اكيد
كلكم عينه واحده...والدليل ان
الخاله ميري...أمي اللي
ماخلفتنيش...حصلت ابويه بعدها بإسبوعين بنفس
الطريقه..برضه تحت جزامكوا .يتمتوني أب
وأم ..زي ما قلتلكم...مسيركم
تمشوها حفي..طريق طويل فوق إزاز
مكسر...سامعين....سامعين يا عالم يا
وسخه.......
فيكتور
– (محاولا احتواء ورده)...ربنا يرحم ابوكي الشيخ دسوقي...ويقدس روح
مراتي ميري الطيبه...الاتنين شهدا
كامل
– الموت فعصا...اسم مغري لروايه دمويه ..القاتل فيها اعمي..والدم فيها
واحد
سالي – صحيح...هو احنا ليه دايما دمنا قضيه خسرانه..؟..ودايما ضد مجهول..؟
كامل
– اختلاف موازين القوي...آليات التحكم في ايد طرف دون الآخر..كل القوه
والمقدرات تميل كل الميل لاتجاه واحد
..فمن اين للاتجاه الآخر أن يعامل
معامله عادله
الشخص – ترجم يا حسن...ترجم ارجوك...ترجم....ترجم
حسن
– حاضر...باختصار يا سالي علشان المجهول ده كبير قوي...ضخم وعملاق
ومفتري قوي قوي...مافيش حاجه مش في ايديهم...مافيش حاجه مش عندهم
فيكتور – الا حاجه واحده بس...الرضا والمحبه...احنا هنا راضيين وبنحب بعض
سالي – (لحسن في عذوبه)...صحيح...احنا بنحب بعض
ورده – (تبعدها)...حبنا لبعض ده آخر حاجه فاضله بعد موت ابويه
كامل
– إن نفسا لم يشرق الحب فيها هي نفس لم تدر ما معناها..وانا بالحب قد
وصلت لنفسي وبالحب قد عرفت الله...إليا
ابو ماضي
الشخص
– صحيح...احنا هنا بنحب بعض...بنحب بعض...بنحب بعض
فيكتور
– هم الدنيا زايل...ايه يعني اللي ممكن يخلينا نكره بعض او نصارع بعض..؟
( تنزل من سقف المسرح قطعة لحم تتدلي في
بطأ)
كامل
– (يقرأ من كتابه)...مم...مم كلمه فرعونيه وتعني بالهيروغليفيه
القديمه..الغذاااء
جميعهم
– لحمه.......؟؟؟!!!
< أغنيه >
<حالة صراع علي قطعة اللحم تنشب بين
الجميع>
( يخرجون من الصراع جميعهم مصابون يتأوهون)
الشخص
– مش قولتلكم من بدري الدنيا بتولع..؟
سالي
– اخص عليكم طلعتوا ناس معفنه
ورده
– هي دي المحبه..؟!...أومال الغل شكل امه ايه...؟!
كامل
– عض قلبي ولا تعض رغيفي
فيكتور
– ودي مش رغيف يابنتي...دي لحمه...عارفه يعني ايه لحمه..؟!
حسن
– وانتوا بتسموا الفتفوته اللي كنا هانموت بعض عشانها دي لحمه..؟
آه لو شفتوا اللي فوق
الترابيزه...الطبق مليان علي آخره قدام الباشا...وليمه
من كل صنف ولون...اللي كنا هانموت بعض
علشانها دي فتفوته وقعت من
الشوكه وهي رايحه علي بقه..الطبق الكبير
حاجه تانيه...جبل لحمه..الطقه
الواحده عنده تكفينا احنا مؤونة سنه
كامله
الشخص
– سنه..؟! سنه..؟!...سنه..؟!
حسن
– انتوا ماشوفتوش حاجه
كامل
– كفايه انت شفت يا حسن...<بنظره ذات مغذي>
حسن
– قصدك ايه يا كامل...؟!
كامل
– اقصد ان انت الوحيد اللي بيسمحولك تطلع فوق الترابيزه
حسن
– بيسمحولي..؟!...قصدك انا الوحيد اللي قلبي جامد وباقدر اتنطط واتشعبط
واغامر بحياتي عشان اشد لقمه او انتش
فتفوته..انا ماحدش بيسمحلي
كامل
– السيد يغض الطرف عن قطه المدلل دون سائر القطط ليضمن ولاء قطا
واحدا علي الأقل
مج –
ايه.....؟!...(حسن يضحك ساخرا)
كامل
– ليبدو السيد كريما امام ضيوفه ومحبا للحيوانات فإنه يطعم قطا واحدا فقط
دون الآخرين
مج –
ايه...؟!...(تزيد سخرية حسن)
كامل
– لكي يكتسب السيد شكل الرجل الشفوق امام ضيوفه وليضمن في نفس الوقت
بقاء القطط كما هي عن طريق تحالفه مع
ذلك القط الذي يبدو وسط القطيع
وكأنه عدوا شديدا لسيده
مج-...ايه...؟!..(تتحول
سخرية حسن الي قهقهه)
كامل
– عند اللزوم سيكون هذا القط هو حصان طرواده أو الطابور الخامس لضمان
سيطرة كل الأسياد
مج –
إيه....؟!!
كامل
– (منفعلا)...ايه هو اللي ايه ايه ايه...؟؟!!!...هو انا باقول لوغاريتمات...؟!
(يصرخ)....ربي....ربي احلل عقدة من
لساني يفقهوا قولي
(موسيقي
مغلفه بصوت الحكمه والتاريخ والقداسه)
(دخان
يملأ المسرح)
كامل
– (صوته مصحوب بإكوهات) تائه ومضلل.....أطلب الحكمة يا أهل
الحكمه...أطلب اليقين...أغيثوني
فيكتور
– (فرعوني)..عن ماذا تبحث يا ابن الوادي الخصيب..يا حفيد المجد..؟!
كامل
– الحكمه يا سيدي الكاهن
الكاهن
– العذاب...؟!
كامل
– اليقين
الكاهن
– الألم..؟!
كامل
– المعرفه
الكاهن
– المشقه..؟!
كامل
– الحقيقه....حقيقتنا..
الكاهن
– دوناها علي جدران المعابد وفي أوراق البردي...اذهب فاقرأها
(يهم بالرحيل عنه ثم يلتفت
اليه)...لن ينجوا منكم الا من قرأها..ووعي
(يتركه ويغادر)...(بينما يهل حسن
مجسدا غاندي بعصاته)
كامل
– غاندي...غاندي...قولي حاجه اقولهالهم
غاندي
– لم أعد أملك إلا هذه العصا..وتلك العنزة هناك..خذهما (يعطيه العصا)
وادعو بهما من تشاء الي السلام
والمحبة والحريه
كامل
– ادعي في القرن الواحد وعشرين للحريه والسلام بعصايه ومعزه..؟!
غاندي
– مازال المعني عنك بعيد الإدراك....هات...(يأخذ العصا ويرحل)
(
ينتقل الي سالي مجسدة هيباتيا)
كامل
– هل لي أن أسأل هيباتيا اميرة ثيون عن الحكمه...؟!
هيباتيا
– وهل لعاقل أن يسأل امرأه احترقت ظلما عن حكمه..؟!
كامل
– مهلا
هيباتيا
– لم يمهلني أحد... قذفا كفرا..سحلا.. حرقا
كامل
– عاوزهم يفهموني...يفهموني بس
هيباتيا
– اذن احترق أولا....وانتظر لقرون وقرون حتي يفهموك ويعون
قولك ويذكرك التاريخ...إن شاء كاتبه
ذلك...إن...شاء
(ورده مجسدة جيفارا تضع يدها علي كتفه)
جيفارا
- إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن
سينير الطريق..؟
كامل – جيفارا...وهل جيفارا
أنثي...؟؟!!
جيفارا – وهل تكون كل أنثي إلا
جيفارا...؟!
كامل – مش راضيين يفهموني...مش
راضيين
جيفارا – من المحزن أن تموت علي يد
من دافعت عنهم...
كامل – اديني وصفة الحريه
جيفارا - أنا لست محررا، المحررين لا
وجود لهم، فالشعوب وحدها هي من تحرر
نفسها...(يتركه ويذهب)
كامل – يعني ايه..؟!...يعني
ايه..؟!...أنا ضعت وسطيهم...؟!..ضعت..؟!
(الشخص مجسدا الإمام الشافعي يربت علي كتفه
فيشعر بنجاه)
الإمام - لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كلاب.
كامل – الإمام الشافعي..؟!...(يقبل
يديه)...صح كده صح...هو ده اليقين
الإمام – يقين...؟!...معاذ الله
..قولي صواب يحتمل الخطأ
كامل – خطأ..؟!
الإمام – وقول غيري خطأ يحتمل الصواب
كامل – لأ....ابوس ايديك انا عاوز
ارسي علي بر...دماغي تعبت...رسيني يا إمام
رسيني وخد اللي انت عاوزه...فتوي
واحده وخد كل اللي املكه في الدنيا
الإمام – (يسحب يده)... لأن أرتزق بالرقص أهون من أن أرتزق بالدين
اختر طريقك بما منحك الله من
عقل...اختر لتسأل
(يرحل الإمام)
كامل – يعني ايه........؟!...الحيره
مكتوبه عليه..؟!..اروح اقولهم ايه..؟!
دول مش عاوزين يفكروا.....عاوزين حد
يشاورلهم علي اي سكه ويجروا
عليها زي الخرفان...مش هاينفع معاهم
كلامكم ده...الهي لم أكن موصولا في
بطن أمي بحبل سري...وانما بحبل مشنقه
(تتردد اكوهات كلمة مشنقه حتي تتدلي
مشنقه من السوفيته)
(يتجه نحو المشنقه وقد وصل لمرحلة
هذيان)
( وقد ظهر الباقون بشخصياتهم المعتاده
خارج التجسيد)
كامل - السيف يكتب والصدر يقرأ والزمن..
يمحو كل شيء
تماسكي أيتها المشنقة وهدئي من روعك أيتها الحبال
وأنتم أيها السوقة والرعاع ألم تروا في
كل هذا الشرق
معلماً يشنق... أو بطلاً يستسلم في
ذروة المعركة
من الضجر؟ إنهم يسلبونني كل شيء في وضح
النهار
وأنا أكره الخريف سأكتب كتابي عليك بالمطر
وأعقد قراني كربطة العنق أو هدية بابا
نويل..(يرتدي المشنقه)
إنها أساطيري ونبوءاتي سلاسلي وآفاقي..انها اشعار الماغوط
وستكون آخر كلماتي..............(يهم
بالانتحار)
(أصوات صرخات الفتاتين وضجه شديده وينقذونه في اللحظه الأخيره)
( يهمون جميعا ماعدا حسن لإنزال كامل)
فيكتور – ايه يا
كامل...؟!...ايه...؟!...هاتكفر علشان مش فاهمينك...؟!
ورده – ماتزعلش يا كامل...احنا كنا
فاهمينك واللهي ..بس يعني كنا محتاجين
شوية شرح
سالي – حسن...روح صالحه يا
حسن...وللا انت من النوع القاسي ابو قلب اسود..؟!
حسن – أنا اللي اصالحه...؟!...مش هو
اللي مخوني وقاعد يسفسط ويتهمني تهم
باطله...؟!
الشخص – أيوه يا حسن ..بس ده كان
هايموت...ولازم انت اللي تصالحه
انت اللي تصالحه...انت..اللي..
حسن – بس خلاص...حقك عليه يا عم
كامل...بس بلاش تخوني تاني
كامل – ده مش تخوين...بس هي مقدمات
بتؤدي لنتائج...وانا مااقدرش الغي عقلي
حسن – سامعين...؟!...اهه بيخوني
تاني...يعني انت مصر بقي..!!
كامل – ايوه مصر وباقولك مش هالغي
عقلي يا حسن
(يشتبكان لفظيا محدثان ضجه)
فيكتور –
(يصرخ)...بس...بس...اسمعوا....صوت ايه ده...؟
(نسمع اصوات اقتراب حذاء انثوي عالي
الكعب)
ورده – (تختبئ مذعوره في
حسن)...جزمه...جزمه
سالي – دي الهانم وصلت....
(الفيديو
بروجيكتور يعرض اقدام الهانم بجوار اقدام البيه)
سالي – ياللا ...ممكن تستنوا فتفوته
تانيه تقع من عشاها تموتوا بعض عليها
الشخص – ياااه..؟!...الهانم لابسه
قصير قوي النهارده يا عم فيكتور
فيكتور – يابني غض بصرك...المهم
الفتفوته اللي هاتقع منها...وياتري هاتبقي
فتفوتة ايه..؟!..انا عاوز لحمه مشويه
زي المره اللي فاتت
الشخص – لأ يا حاج فيكتور..ارجوك يا
حاج...انا نفسي في فراخ بانيه
حسن – وليه ماتكنش هبرة كباب حله..؟!
ورده – أو حباية بسله...بقالنا كتير
ماكلناش خضار
سالي – أنا عاوزه حاجه خفيفه...حتة
جبنه رومي
فيكتور – تعال يا كامل...تعال قول
نفسك في ايه..؟...
لازم تيجي يا بني انت طالع من موت
وشنق ومحتاج غذا
انا عارف ان نفسك عفيفه..تعال
كامل – (ينضم اليهم بعد تردد)
يارب...يارب الطبق بحاله يقع يارب
(فجأه وبينما هم يتمنون ويلوكون
الهواء يهتز المسرح)
الجميع – الهانم قامت
ورده – بتقول انها اتعشت بره (اهتزازه أخري)
الجميع – الهانم قعدت فوق الترابيزه
فيكتور – حاجه مش مفهومه ومش
واضحه (اهتزازه أخري)
الجميع – الباشا قام هو كمان
سالي – راح وقرب م الهانم القاعده
فوق الترابيزه (اهتزازه أخري)
الجميع – بي...بي....بي
كامل – نعمل مش واخدين بالنا....حق
طبيعي للبيه والهانم
الشخص – فوق الترابيزه....؟!
حسن – وفي أي مكان...كله يمسك نفسه
ويمسك أعصابه
(تبدأ اهتزازات متتاليه بينما ينتشر
مجموعة الممثلين في اماكن مختلفه من المسرح وكل منهم يحاول التشبث بشئ اثناء
الاهتزاز حتي ينجح كل منهم في التشبث بشئ يحميه من التدحرج ويبدون جميعا كما لو
كان الفعل الحادث فوق الترابيزه يحدث معهم فيكون حديثهم بصوت متهدج)
كامل – غلط ...كده غلط ..كان لابد من
دراسه وافيه قبل التنفيذ العملي
سالي – ليه...؟!...ليه عشان مانعلي
ونعلي ....لازم نطاطي نطاطي نطاطي
حسن – ايه يا
باشا..؟!...ايه..؟!...لو ده شرط للطلوع فوق الترابيزه احنا برضه
رجاله قوي...مايغركش عمايلكوا
فينا...واللهي احنا رجاله
ورده – ياناس...انا اللي ابويه مات
تحت جزمكم ...ارحمونا بقي يا أوساخ
فيكتور – أنا سواق اسعاف...لحقت كل
الناس وماقدرتش الحق مراتي..ودلوقتي
مش قادر الحق نفسي
الشخص – كده كتير ...كتير...كتير
(يزداد اهتزاز المسرح بشكل متوالي وسريع)
الجميع – آاااااااااااااااه (تسقط من أعلي قطرات تطالهم جميعا)
(يستقر الاهتزاز ويهدأ حتي يتوقف
تماما)
(يبدأون في التحرك وكل خجل من الآخر)
فيكتور – فيه ايه
..؟!..مالكم..!؟...عنيكم مكسوره قدام بعض ليه...؟!
مش احنا اللي كنا ب....دي الهانم هي
اللي
ورده – هو ده اللي احنا بناخده منهم
حسن – (يضحك) وكنا مستنيين فتافيت
الأكل قال...!!
كامل – ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه
...وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
الشخص – شئ فظيع...فظيع...فظيع
سالي – أنا مش عارفه إيه القرف
ده...؟!..القلب يتكسر..والكرامه تنداس..
والمشاعر تتبعتر ومطلوب نغسل وشنا من
أي حزن ونبتسم ابتسامه عريضه
ونكدب وندعي السعاده ...زي بلياتشو
السيرك تمام...وحتي لو قلوبنا
المكسوره لسه في عز البكا...ممكن نرقص
ونغني كمان وبكل رومانسيه
كامل – (عامل كلاكيت)...واحد واحد
أول مره...(حالة تمثيل سينمائي)
سالي - (تغني لليلي مراد) اللي يقدر علي قلبي يخطفه وانا هاجري وراه
واللي يقدر
علي حبي يخطبه وانا اعيش وياه
(تكرر)
الشخص – (وبيده ترومبيت مقلدا انور
وجدي).....(يعزف)
سالي – حبيبي (يعزف)
عماله ادور عليك واتاريك هنا جنبي (يعزف)
كلمني (يعزف).....ياشاغلني (يعزف)
طمني (يعزف) ياظالمني
(يعزف)
(تكرار ينتهي بسوكسيه المخرج)
فيكتور – (المخرج)
ستوووب...برافو...هايل...جميل...انتي موهبة بكره..احساس
جميل...أداء رائع...نجمه واللهي
نجمه...ناقصك بس تشغلي دماغك شويه
سالي – واللهي يا استاذ فكرت في
الشخصيه من كل زواياها..ده انا كلت الاسكريبت
أكل مش قاريته وبس
المخرج – (بشهوانيه)...مابتكلمش عن
الاسكريبت...باتكلم عن البودي
سالي – البادي لانجويتش..؟!..الحركه
مش عاجبه حضرتك...؟!..واللهي انا نفذت
بالسانتي اللي المخرج المنفذ قال
عليه...حتي اسأله
المخرج – مش مهم هو....فيه ناس تانيه
اهم يا قطه
سالي – ناس تانيه زي مين....؟!
(يأخذها من يديها لحسن الجالس منتفخا)
المخرج – أعرفك...برنس الإنتاج
السينمائي في مصر
المنتج – مين القطه دي ...؟!...
المخرج
– دي حاجه انسنت يا باشا...انما بيور آخر حاجه
المنتج
– فيكتم يعني...أحبك وانت فاهم ميولي النفسيه ..أخيرا فهمتني يا بديع
المخرج
– طول عمري فاهمك يا باشا..ناقص انت اللي تفهمني
سالي
– أنا مش فاهمه حاجه خالص
المنتج
– (يضحك) فهمتك يا بديع...فهمتك..
سالي
– طيب أنا عاوزه أفهم
المنتج
– تفهمي ايه يا قطه...الفهم بيتعب المراره...وانتي عارفه انها مفقوعه عندي
وبعدين تتعبي مخك ليه بالفهم....انتي
تحفظي علي طول
سالي
– (بفرحه)...احفظ...؟!...ايه ده ..دور جديد...؟!
المنتج
– أيوه...الدور التحتاني...بس باقولك ايه يا بديع...القطه محتاجه شوية مكياج
صارخ...ده كده تصعب عليه...وانت عارف
قلبي ضعيف
سالي
– فيه حاجه انا مش فاهماها..مش كده برضه..؟!
المخرج
– ما قالك...اللي مش فاهماه احفظيه.......حالا يا باشا تجهز
(ينادي).......ماكير
(
تدخل ورده ماكيره)
ورده
– (ماكير)...تحت أمرك يا فنو...؟
المخرج
– عاوزها قنبله...صاروخ أرض جو
المنتج
– أو جو أرض...حسب البوز يا بديع
الماكيره
– نص ساعه يا فنو وتكون جاهزه
( تجلسها
علي كرسي وتبدأ في تصليح مكياجها)
سالي
– (تحادث نفسها)..هو معقوله الواحد كده فجأه تتفتحله بيبان الحلم علي
آخرها...؟!..الأمل جوه قلبي عامل زي
عيل شقي...عمال يدبدب
بإيديه ورجليه علي حيطان قلبي...ياااه
قلبي بيترج كأنه قطر قشاش
محمل مليون حكايه تقيله...
الماكيره
– قربنا نخلص
سالي
– أنا عاوزه افهم....هو انا عندي تصوير تاني..؟!...طيب لو دور جديد
ايه هي طبيعته...؟!...عشان حتي يبقالي
رأي في مكياج الشخصيه
الماكيره
– (تضحك)...شوفي ...باختصار انتي عندك ميتينج برايفت قوي مع
الفنو الكبير...برنس الانتاج
السينمائي
سالي
– قصدك...؟!....الله..؟!...كده يبقي هو فعلا زي ما سمعت عنه
الماكيره
– سمعتي ايه...؟
(كامل
يجسد صديق لسالي )
الصديق
– انا باعتك كاستينج عند مخرج بوب...بيحب الوظاويظ...همتك معاه بقي
وهاتشتغلي احلي شغل.......ولو الحظ لعب معاكي
هايعرفك هو بنفسه
علي برنس الانتاج...وتلعب
معاكي......جوود لاك......(يخرج)
سالي
– بس انا مش ممكن اعمل كده...انا مش كده
الماكيره
– (تنصحها) يابت شوّقي ولا تدّوقي..
سالي
– يعني ايه...؟!
الماكيره
– يعني قربيه من الميه قوي...وبعدين رجعيه عطشان
سالي
– ايه المنطق الزباله ده...؟!...أنا فنانه مش بنت ليل...لا لا لأ..أنا مش كده
الماكيره
– بس هو كده...(تجذبها من يدها وتنهضها)...انتي جاهزه
(تقذفها في بؤرة إضاءه حيث يتلقفها
المنتج)
(يلاحظ أن المخرج هذه المره يرتدي ملابس
جزار ملطخه بالدماء)
سالي
– اسمع وافهم كويس...أنا واحده مابتبعش لحمها
المنتج
– بس انا بتاع لحمه...وكل صنف وله سعره....الكندوز له سعر..والضاني له
سعر...والبتلو له سعر...وانا هوايا
البتلو...يابتلو انت يا بتلو
سالي
– يعني ايه...؟!
المنتج
– يعني بسم الله الله أكبر
(رقصه
يحاول المنتج خلالها اغتصاب سالي ولكنها تتمكن من الهرب)
(ما
أن تهرب حتي تصطدم بمجموعة الممثلين يرتدون أقنعه بيضاء ذات ملامح فلات بلا مشاعر)
(ولكن
يبدو من وقفة المجموعه وكأنها تلوم سالي رغم الأقنعه الفلات)
سالي
– انتوا بتبصولي كده ليه...؟!...ده انا مارضيتش...أنا نضيفه علي فكره
انا..انا..انا عارفه حدود الحلم
كويس...انا اكتر واحده عارفه حدود الحلم
من كتر ما عاشرته...عارفه الحد الفاصل
مابينه وبين الكابوس..ده كابوس
...الحلم حاجه تانيه...اكيد انتوا فاهمين ان
مافيش حد بيتحكم في كل
الشخصيات اللي بتظهر علي مسرح
الحلم...مش معني ان فيه دول إن
الحلم كله ابن حرام...لأ...انتوا
بتبصولي كده ليه...؟!...فاكرين الأفلام
القديمه..؟!.الدكتوره كانت بترجع وش
الفجر زي الرقاصه بالزبط..
بس دي حاجه ودي
حاجه....(تنهرهم)...احنا اللي نقوله نعيده ولا ايه..؟!
انتوا بهايم..؟!....ياناس افهموني
بقي... انا مرايتكم اللي بتشوفوا
فيها
روحكم...بصوا كويس..(تستعرض ذاتها
لفرد فرد للرؤيه)...بصوا كويس
بصوا وماتحكموش عليه انا...احكموا علي
نفسكم...انتوا نضاف ولا
بيتهيألكم..؟ّ!...اوساخ ولا الدنيا
ظلماكم...؟!...أنا عن نفسي انضف منكم
كلكم ...(يعتريها هذيان فتمر بينهم
مردده الجمله الاخيره حتي تنهار)
المخرج
– (يصفق لها وهي ملقاه ارضا)
مادام انتي كده بقي ..يبقي روحي
اقعدي في بيتكم يا شاطره
سالي
– (تردد) انا انضف منكم كلكم
(تغيير إضاءه)..(يعود الفيديو بروجيكتور يبث
صورة اقدام البيه والهانم)
كامل
– (متأثرا ينهض سالي)...قومي
ياسالي...انتي صاحبة رساله..ولازم تؤمني
انه ما من صاحب رساله الا وشقي
برسالته
حسن
– خايف اقولك فكك من الوهم ده تتقمصي
(تنظر له سالي
بحده)
(اهتزازه في المسرح تسبب
خوف الجميع)
الشخص
– تاني..؟!..تاني..؟!...تاني..؟!
فيكتور
– لا لا ماتقلقوش ...دي رجل البيه خبطت في رجل الترابيزه
ورده
– أنا مره سمعت من ابويه الله يرحمه إن البيت ده كله كان ملك الناس اللي
تحت الترابيزه أصلا....إحنا يعني
حسن
– يا سلام...؟ّ!!...وايه الملاك الفقريين دول اللي يسيبوا البيت كله ويقعدوا
تحت الترابيزه...؟ّ!!
كامل
– الكلام ده تاريخيا صحيح
فيكتور
– يعقل ازاي يا كامل..؟!...دول ناس واحنا ناس تانيه...والا تفسر بإيه
فرق الحجم بيننا وبينهم...؟!
كامل
– مع الزمن والوقت الناس اللي قعدت فوق الترابيزه..حافظت جدا علي ان
الترابيزه تكبر وتكبر وتزيد...لسبب مهم
جدا
سالي
– ايه هو..؟!
كامل
– انه يفضل اكبر عدد ممكن من الناس تحت الترابيزه...وكل ما الترابيزه تكبر
هم يكبروا علشان يبقوا مقاسها...واي
واحد ينجح انه يطلع فوق الترابيزه
بيكبر ...وبنبقي احنا يا دوب...نقدر
نشوف جزمته
فيكتور
– معني كده إن حسن لما بيطلع فوق بيبقي قدهم وبنبقي احنا يادوب نشوف
جزمته...؟!
حسن
– (محذرا)..فيكتور...انت كده ناوي علي فتنه
ورده
– (تمسك حسن من ملابسه)...يعني ممكن تكون انت اللي فعصت ابويه يا
حسن...؟!..ساعتها وديني وايماني ما
اعتقك غير قتيل
سالي
– (تخلصه)...لا لا لأ يا جماعه مش معقول اللي انتوا بتقولوه ده..
(تنفرد بحسن)...حسن...لو الموضوع كده
وانت بتكبر زيهم...سايبهم ليه
يبيعوا ويشتروا فيه يا حسن..؟!..ده
سلم تنازل عالي قوي يا حسن وعايزيني
اطلعه لآخره...وللا انت ما بتحبنيش زي
ما بتقول...؟!
الشخص
– انا مش عارف غير ان الدنيا غريبه....غريبه...غريبه
حسن
– اسمعوني كلكم يا جماعه...ده اسلوب تخوين انا ما اقبلوش...احنا محتاجين
نتوحد مش نتفرق...ولو انا كنت باكبر
زيهم يا سي كامل وياعم فيكتور..
ايه اللي هايقعدني معاكم هنا في الضنك
ده...؟!..ربنا عرفوه بالعقل يا بقر..؟!
كامل
– يقعدك بيننا نظرية القط وسيده..اللي انا قلتها من شويه
ورده
– بصراحه كلام حسن معقول ...ومفهوم عن نظرية القط بتاعت كامل دي
...انا آسفه يا حسن ...ماتزعلش مني
كامل
– عموما...مهما ضلمت والعتمه زادت والليل طول...مسير الشمس تطلع
والنور يبان......مسير النور يبان
(اظلام مفاجئ)
المجموعه
– النور اتقطع
(بؤرة إضاءه علي
الراوي)
الراوي
– كان طبيعيا كما رأيتم أن يتأثر من يسكنون تحت الترابيزه بكل افعال من
يجلسون فوقها...وما كان انطفاء النور
هذا إلا نوما اجباريا لهم ..نظرا
لذهاب البيه والهانم للنوم...ولكن
حتي اذا كان هذا النوم اجباريا..فلربما
تخللته بعض الأحلام ..أو الرؤي...أو
حتي الكوابيس
(يشير بالريموت كنترول) (تتغير
الاضاءه دخولا لحلم حسن)
(اجواء
الف ليله وليله وموسيقاها في مفتتح المشهد)
(حسن جالس كسلطان منعم في الأطايب)
(الفتاتان
سالي وورده يقومان بدور عبدين يهويان له بمراوح الريش الممسوكه بعصا)
(كامل
وفيكتور والشخص يرتدين ملابس جواري ويرقصون علي أنغام اغنيه ذات ايقاع اندلسي)
( أغنيه)
< ريستاتيف اندلسي النغم عن احلام حسن
السلطانيه>
(بانتهاء
الريستاتيف يندمج حسن في مداعبة جواريه والتهام اطايب الطعام)
(يقطعه
الراوي نفسه مجسدا عن بعد كما لو كان وزيره)
الوزير
– مولاي السلطان
حارس
1 – مولاي الملك
حارس
2 – مولاي الخليفه
الوزير
– مولاي
حسن
– ايه..خير بقي..؟!...فيه ايه السعاه دي...؟!
الوزير
– الشعب يا مولاي...
حسن
– (يقطعه)...قوله مش فاضي...يعدي وقت تاني
الوزير
– هو ليس بالباب يا مولاي...الشعب يا مولاي...
حسن
– هو لسه صاحي لحد دلوقتي..؟!...انا مش قلت الشعب ده يغسل رجليه
وينام بدري..؟!..لا لا لا...كده الشعب
ده مش متربي
الوزير
– لقد نام يا مولاي........نااااااااااااااااااااام
حسن
– طيب ..ده شئ عظيم ...نوم الظالم عباده
الوزير
– ولكنه جائع يا مولاي
حسن
– طيب ما ياكل
الوزير
– جائع
حسن
– الله طب ما ياكل ..عاوزني اغرفله يعني...؟!
الوزير
– حزين
حسن
– حاضر...هاروح ازغزغه وافركله ضهره ...حاجه تاني...؟!
الوزير
– الشعب مريض
حسن
– ابعتله برقيه واكتبله في اولها وما الشفاء الا من عند الله..هايقوم يجري
زي الحصان
الوزير
– الشعب عاري
حسن
– لأ لأ لأ...كله الا كده...انا ماحبش المسخره ابدا...لازم يلبس
الوزير
– عاري يا مولاي
حسن
– حاضر ...هالبسه...البس يا شعب...البس يا شعب..البس يا شعب
...خلاص هدي نفسك...لبست الشعب كله
الوزير
– يا مولاي..الشعب يريد...
حسن
– (يقطعه)...لا لا لا لا....الكلمه دي ماحبش اسمعها ابدا...الكلمه دي فالها
وحش...كلها بدأت الشعب يريد...ما
اسمعكش تقولها تاني لو سمحت
الوزير
– ولكن يا مولاي..الشعب جائع وعاري ومريض وحزين...وانت خادم
الشعب
حسن
– لا لا ...ماحبش الكلام المستورد ده...انت جاي تشتمني...؟!...ايه خادم دي
..؟!...الشعب شعبي...وانا هاراضيه
بكلمتين..لكنه لازم يعرف كويس قوي
اني السلطان...اني الملك...إني الخليفه
(إكوهات شديده تردد الكلمه الأخيره)
(يضغط الراوي علي الريموت)
(بلاك فيما عدا الراوي)
(نسمع صوت شخير نائم)
الراوي
– عفوا كان هذا صوت شخير كامل وفيكتور النائمين بجوار حسن
سرعان ما سيستيقظان الآن مع
الجميع...إذ أن مع اشراقة هذا الصباح
الجديد...دبت في البيت حركة دؤبه
واقدام تغدوا وتروح..وحالة من
الضجه
(جميع الممثلون يتثائبون وقد استيقظوا
من نومهم)
كامل
– ايه الدوشه دي...؟!
حسن
– صحيح ...فيه ايه ع الصبح...؟!
سالي
– دول الخدم رايحين جايين من الصبح ..والهانم عماله تشخط وتنطر فيهم
من بدري...انتوا كنتوا نايمين قتلي ولا
ايه..؟!
الشخص
– وده كله ليه..؟!...ليه..؟!...ليه..؟!
ورده
– سامعاها بتقول ان فيه حفله كبيره النهارده...وعازمين ناس كتير علي
العشا
فيكتور
– حلو قوي فرجت........ابعت الفتافيت وكترها يا كريم
سالي
– لحد امتي هانفضل عايشين ع الفتافيت...؟!
ورده
– صحيح
كامل
– جوع كلبك يتبعك
الشخص
– بس انا جعان...جعان...جعان
فيكتور
– واحنا هانعمل ايه يعني..؟!...لا احنا من الكبار ولا احنا (ينظر لحسن) من
اللي بيطلعوا فوق كل ساعه والتانيه
حسن
– فيكتور...قلتلك ما تتسببش في فتنه...وبعدين انت راجل راضي بفتافيتك
وخدت عليها...عاوز ايه بقي مني...؟!
فيكتور
– بتعايرني بفتافيتي...؟!..ما تاكلش منها يا سيدي لو مش عجباك...بس
انت معاك حق...انا خدت علي الفتافيت
فعلا...اقولك ليه خدت علي
الفتافيت...؟! خدت علي الفتافيت من
زمان..في وقت كنت في صحرا
صفرا وشمس حاميه وسلاح في
ايدي...كنت جندي ممرض وكانت
الدنيا مولعه نار
(يكون فيكتور ارتدي جاكيت جنديه
مهترئ وجلب سلاحا بيده اثناء
حديثه)
(اصوات طلقات ناريه وطائرات ودبابات وقصف
)
( المسرح يمتلئ بالدخان ويتحول الي
جبهه حربيه)
(فيكتور يكح ويحاول الرؤيه)
(اثناء ذلك يبدل الآخرون ملابسهم)
( أغنيه)
<
ستكون قصة فيكتور في اغنيه للمحاربين تتكلم عن الصداقه والحرب والحب
واللهو والموت كحالة الرقص الي جوار الموت
نفسه ووحدة الدم فالرصاصه لا تفرق بين دين
وآخر وكذلك تؤكد علي مبادئ المواطنه ويمكن ان تكون قصته فيما يشبه اوبريت صغير
يتحدث عن تلك العلاقات المذكوره....علي أن ينتهي بسقوط قنبله >
فيكتور
– فجأه كله راح....لميت فتافيت جتت صحابي من علي الأرض..ولا كأني
باجني في موسم جمع القطن ...موسم دم
وطارح فتافيت جتت..رجول
ياما شاطت الكوره في دورات
رمضان...ايدين ياما سلمت وساعدت
وضربت وخطت وتابت...روس ياما فكرت
وعقلت وفهمت...قلوب ياما
حبت ورضيت جواها أم وحبيبه وميت ألف
حلم ما تمش..ودان ياما سمعت
أوامر ونفذت بحب..حناجر ياما
غنت...و...و...و...فتافيت الناس...لأني
كنت جندي الإسعاف أنا اللي لملمت
فتافيت الناس...وماكنتش عارف ده
حسين ولا مرقص...ده اسكندراني ولا
صعيدي..الدم كان واحد..ماكنتش
عارف....زي الزبط القنبله ماكانتش
عارفه وما فرقتش...كلهم راحوا
..كلهم شهدا...كلهم في
الجنه....(ينفعل)...ولا عندك كلام تاني يا حسن...؟!
كامل
– مش من حقه يكون عنده كلام تاني...ولو عنده كلام تاني يخليه لنفسه
فيكتور
– عرفت ليه بقي أنا خدت علي الفتافيت...؟!
حسن
– (للشخص)...وانت..؟!..ماعندكش بقين عاوز تقولهم انت كمان..؟!
الشخص
– أنا...أنا
ورده
– الجزم كترت قوي...يظهر ان العشا هايبدأ
سالي
– بسرعه كده..؟!...ده احنا لسه حالا كنا بالنهار
فيكتور
– مافيش اسرع من الزمن يا بنتي
(اصوات
المعازيم تعلو)...(مشاهد للكثير من الأقدام تظهر علي الشاشه)
(الجميع
ينشغل في انتظار الفتافيت بينما الشخص وحده)
الشخص
– بس انا كان عندي حاجه عاوز اقولها...انتوا ماحدش فيكم سأل أو عرف
أنا مين...؟!...أنا...أنا...أنا
الواد اللي بيطلع التاني ع المدرسه بس بيزوغ
ويقعد ع القهوه...انا ابن الجامعه
العاطل...وانا برضه الواد اللي مرمي
تحت الكوبري بيشد كله...انا الواد
اللي مشي مع ميت بنت وحب بنت
واحده ماقدرش يطولها علشان مافيش
...انا اللي قالوا انهم بيعملوا كل
حاجه في الدنيا عشان خاطره واتضح
ان هو اللي بيتقبض علي قفاه قد
كده في قد كده...أنا رمانة الميزان
اللي بره الحسبه خالص...أنا الأبيض
اللي سودوا عيشته...عرفتوني..(ينفعل)
عرفتوني
(مازالوا
علي موقفهم الشبه متجاهل له)
الشخص – أنا هاعرفكم بيه...أنا القرفان وطهقان
وكفران من اللي قاعدين فوق الترابيزه..أنا الساكت الخواف ...انا اللي وقفت قدامه
وش لوش
(بؤرة اضاءه علي البيه بكرسيه الهزاز معطيا ظهره
للجمهور )
....(موسيقي
مناسبه)
الشخص
– مليارتك ليه فيهم كام جنيه...عاوزهم...بطاطينك ليه فيهم غطا...ادهولي...مطبخك
ليه فيه ساندويتش عاوز آكل...جراجك ليه فيه بسكلته...محتاجها....حبيبتي...بقت
واحده من محظياتك وبتتمرجح بكم الترابيزه...أنا عاوز حقي
(يلتفت
الرجل في هدوء الي الشخص وينهض ليحادثه فنراه للمرة الاولي)
البيه
– ليه يابني كده..؟!...ليه..؟...ماانت كنت عايش راضي وهادي ووديع...ليه تفتح علي
نفسك ابواب جهنم...؟
الشخص
– ليه انت تحتكر لنفسك ابواب الجنه....؟!
البيه
– هو ده عيبه......عندك مشكله في القناعه...
الشخص
– وانت عندك مشكله في الجشع والطمع..
البيه
– فلوسي
الشخص
– من كرسيك اللي حكمتني بيه........
البيه
– (يضحك ثم يغضب فجأه) ...انت ولد ناكر...بدال ماتشكر فضلي اني معيشك في أمان
الشخص
– زي الفراخ في العشه...عايشين في امان لحد ماييجي يوم دبحهم...لكن احنا عايشين في
عشتك بنندبح كل يوم بسكينه تلمه...لا مننا بنخلص من حياتنا ولا مننا بنعيش زي بقية
خلق الله.....عاوز ايه يا اخي...؟..ياتجيب حقنا....يا تحل عنا...غور في داهيه
بقي...غور
البيه
– (يصفعه بشده)....انت فاكر نفسك ايه يا واد...؟!...ده انا افعصك برجلي....انت
مفسفس قوي...انت ولا حاجه...سامع ولا حاجه....
(نقلة
اضاءه وعوده للمشهد)
الشخص
– عرفتوني...علشان كده انا هاعمل دلوقتي حالا اللي ماحدش فيكم عمله...أو فكر
يعمله...أنا هاعض رجل البيه...هاعض البيه الكبير
(يجري
وسط ذهول الجميع باتجاه الشاشه)
(الشاشه
تعطي صوره مقربه لقدم البيه)
سالي
– يا نهار اسود...ايه اللي بيعمله الواد ده...؟!
ورده
– ده طلع عن طريق رباط الجزمه
كامل
– مسك بايده وسنانه في الشراب بيتسلقه
فيكتور
– وصل لقصبة رجل البيه
حسن
– يا نهار اسود...فتح بقه ونهش سنانه في لحم البيه الكبير
(لحظة
صمت وترقب)
سالي
– ايه ده..؟!...ايه ده...؟!
ورده
– البيه بيرفع ايده لفوق ونازل علي رجله وكأنه هايضرب ناموسه
(الشاشه
تعرض يد البيه وهي تهوي سلوموشن علي قصبة قدمه)
فيكتور
– حاسب يا بني ...حاسب
(ترقب
السلوموشن من الجميع حتي تسقط يد البيه علي قدمه)
(بسقوط
يد البيه علي قدمه تتحول الشاشه الي دماء)
(موسيقي
مناسبه)
(الجميع
في حالة ذهول شديد وحزن جم)
سالي
– ماكناش حتي عارفين اسمه
حسن
– ما تخيلتوش ابدا بالجرأه دي
ورده
– طلع واد راجل بجد
فيكتور
– عمل اللي كلنا نفسنا فيه
كامل
– طبق النظريات اللي ضيعت عمري اتكلم وبس عنها
(يسقط
من اعلي ما يشبه منديل ورقي كبير ملئ بالدماء)
حسن
– ايه ده...؟!
ورده
– دمه...البيه مسح رجله بمنديل ورق زي ماتكون اللي قرصته ناموسه مش
بني آدم
كامل
– (يمسك المنديل) (يصرخ)...لاااااه...فلتذهب كل النظريات الي الجحيم
المجد للفعل الصالح...(يجري هو الآخر
باتجاه البيه)
ورده
– آن الأوان يا با....آن الأوان آخد بتار موتك تحت الجزم أو احصلك
...كامل (تذهب بنفس الاتجاه)
فيكتور
– هو العمر عاد فيه بقيه...دم تاني يا ولاد الكلب...؟!...دم تاني..؟!
انا جاي (يذهب بنفس الاتجاه)
سالي
– (تنظر لحسن)...أنا رايحه...رايحه انضف حلمي....حلمي بقي
متعاص بدم اللي راح غدر ده من غير ما
اعرف حتي اسمه ايه
(تذهب خلفهم)
حسن
– يا اخواننا ده كان صاحبي...أنا معاكم من الأول
(يجري خلفهم)
الراوي
– كان دم الشخص الذي قتل هو مفتاح باب الغضب ....
ذهب هؤلاء الناس من سكان تحت
الترابيزه جميعهم ليقتصوا
من البيه لدماء الشخص الذي لم يسألوه
يوما عن اسمه
وكان بداخل كل منهم غضبه الخاص...وبدأ
العض في اقدام
البيه والهانم والساده المعازيم
الحضور...
استخدم البيه صواعق الناموس والأقراص ظنا منه
انهم حشرات
ثم استخدم كل انواع الفليت...وعندما
تحول الحفل الكبير الي كم
هائل من التقريص والعض والتجريس...رحل
الجميع عن المنزل
تاركينه للمهاجمون من تحت الترابيزه
...وقبل ان يرحل البيه
اتصل بشركه لتنظيف البيوت من الحشرات
والقوارض وسلمهم المفتاح
واتفق معهم انه عند عودته يكونوا قد
قضوا تماما علي هذه الكائنات
ذات العضات الموجعه والقرصات المفجعه
لنري الآن كيف هو حال من صعدوا من
اسفل الترابيزه بعد ان استقر
الأمر حتي لو لبعض الوقت
(يضغط علي الريموت كنترول)
(اضاءه
حيث الجميع حول ترابيزه كبيره يرتدي كل منهم ملابس لوحته الرئيسيه)
(أمامهم
فواكه ومأكولات كانت موضوعه من وقت الحفل)
(خلفهم
علقت صوره كبيره للشخص)
(سالي
ترمي شيئا ما تحت الترابيزه)
كامل
– انتي بتعملي ايه يا فنانه...؟!
سالي
– بارمي فتفوته...ماتنسوش ان فيه ناس كتير تحت
حسن
– خدي بالك انتي بحلمك ده ممكن تقعي تاني في أي لحظه..يا...يا فنانه
ورده
– الفاتحه علي روح ابويه الله يرحمه
فيكتور
– وروح مراتي ...بس بعد العشا
ورده
– زي بعضه خلينا بعد العشا
كامل
– احنا لسه مش عارفين الترابيزه اللي فوقينا دي هاتحدف ايه...؟!
حسن
– مين كان يصدق اننا هانلاقي فوق
الترابيزه ترابيزه تانيه..؟!
(ينظر الجميع لأعلي)
حسن
– (يصرخ فجأه كمن وخذ)...أي....(ثم يضرب قدمه)...
حاجه قرصتني في رجلي....حد يديني منديل ورق
أمسح الدم
الراوي – كانت هناك منضدة أخري تعلو منضدتهم...وهناك
بوادر قرص أو عض
في الأقدام.............................بلاك يا ساده
(يشير بالريموت كنترول)
.....................................................................................(بلاك)
(تمت بحمد الله)
.............................................................................سامح
عثمان
التعليقات على الموضوع