القلب المنسي - سامح عثمان

 



تبدأ جل القصص في ركن المقهي..
هكذا علمتنا الكتب القديمة..
ذات الرائحة المقدسة كأكفان الموتي الجدد..
في ركن المقهي - كالعادة - جلسا..
إمرأة نسيت قلبها في قطار العمر..
وشاعر يحمل بين ضلوعه قلب العالم..
لكن المرأة
أرتشفت كل دماء الشاعر عبر قصائده وقامت..
سقط كجثة..
صاح النادل :
رجاءا لا موتي وقت تغيير الوردية..
وأغلق كل منافذ مقهاه ليحبس ملاك الموت..
كي يأسر روح الشاعر بعض الوقت..
( إذ لا روح تطلع إلا بعد تغيير الشيفت )
صاحت أمرأة في منتصف العمر :
أشفق جدا..وأحب الشعر..لكني أريد كلاما منتصبا
صاح القتيل لكن لم يسمعه أحد :
أعيدوا الروح إلي جسدي وسأعطيكي ...أصلب ما سمعتي
تحدث رجل أشيب بهدوء :
ماكان من العدل ان تترك المرأة ترحل وتحبس قتيلها
صاح النادل :
هناك قوانين للمقهي
والقتل مباح في الأركان فقط..ودون أن يلمحه أحد
والذنب دوما...ذنب الشعراء أو القتلي
توعد الرجل الأشيب :
والله لأدعوا له بالرحمة مع أول عمرة
نظر عاشق صغير لحبيبته :
لن تفعلي بي هذا يوما ...أليس كذلك
قالت :
بالتأكيد ...بالتأكيد...بالتأكيد
( فانفجر المقهي بسوكسيه لأداء ثلاثي كاذب )
وقال الذاهب للحمام :
سأكتب اسم الشاعر خلف الباب..ورقم الهاتف
ليس لشئ إلا لتخليد الذكري
بينما غطت بائعة المناديل جثته قدر الإمكان بكل ما امتلكت من كمية
( فلقد كان يقاسمها الفكة )
لكن النادل صاح :
لا تكفين...قانون المقهي يفترض العبرة
( وهنا كان قد انتهي من عد الوارد والنقدية...وسلم المقهي والوردية )
( فتح الباب ) وقال :
سيدي ملاك الموت...نأسف جدا...يمكنك الآن ان تمضي
رحل الشاعر في يد ملاكه..
حلق ...طار بعيدا
من فوق تطلع للأسفل...شاهدها بالقرب من السكك الحديدية
كانت تعطي دماء الشاعر لمحصل القطار
والآخر يستقبل في دعة :
أنا ( كمسري ) شريف وهذه أمانة..
لا تقلقي ستصل إلي قلبك المنسي لدينا بقطار العمر..
في أقرب فرصة
.......................................................................
سامح عثمان 

هناك تعليق واحد: