( بصمات ) قصة قصيرة بقلم : سامح عثمان
![]() |
خلعت نهديها وألقت بهما في وجهه ...لعله يدرك أن الحنان قد يتطلب بعض الانتظار..
فارتداهما كقفازين وواصل طريقه متلهفا للخروج تحت المطر ..دون أن يودعها
دخل الي بار قديم ..ابتسم في وجه النادل
وطلب مشروبه العتيق..غنت فيروز..خلع القفازين ..
ثم جرع جرعته الأولي وسافر في بلاد كل الوجوه الكثيرة التي حوله..واصل الشرب والسفر حتي أنهي الرحلة والنادل يرحب بسلامة وصوله ويتسلم بقشيشه..خرج وقد نسي قفازيه علي البار
صاح النادل : هناك امرأة نسيت نهديها
ردت واحدة : امتلك اثنين بقوة أربع..لا حاجة لي
قالت أخري : احتفظ بهما ..لعلها تعود فتسأل
تدخل رجل اربعيني ذو شارب ولحية ومنظار طبي :
لي صديق مطلق حديثا قد يوفيان معه غرضا...
كم تريد..؟
ضربته زوجته بمرفقها واعادت يده الي جيبه :
ربما كانا لي أنا..سرق نهداي في الشارع هذا الصباح..شدهما لص يقود دراجة نارية..
ربما أنبه ضميره فتاب واتي بهما الي الحانة و.....
قاطعتها زوجة وقورة تجلس بين رجلين احدهما وقورا كسياسي والآخر مهيبا كشيخ : هما لي..انا خلعتهما منذ قليل – نظرت لرجليها – كي أضمن عدالة التوزيع
ابتسم النادل : حسنا سيدتي النبيلة هما لك...فالمتحدثين عن العدالة دوما صادقين
سلمهما لها وقد صار عليهما بصمة من اصبعه
في بيت المرأة صاحبة الرجلين كانت هناك أريكة تحتل الزاوية ..يعلوها نافذة ذات شيش موارب وكتب متناثرة في كل مكان..وزوج أشيب الفودين جالسا يسأل : أين كنت..؟ .. لترد بضحكة ساخرة قاسية وتخرج من حقيبتها ما حاذته من النادل : خذ هذين..اشغل نفسك كل يوم ريثما أعود – ثم تنهض لحجرتها – ينظر الأشيب لما في يديه مليا ..تدمع عيناه..يلقي بهما من النافذة..يطيران في الهواء وقد جاورت بصمة العجوز بصمة النادل عليهما
يسقطان فوق رأس ضابط الآداب المتربص ليلا بالمراهقين لينظر لأعلي صارخا : حارة وسخة..أي حارة تلك التي تلقي بأثداء نسائها من الشباابيك..؟!
– وكانت لديه عقدة ترتكز أركانها علي حالة فطام مبكر ..كان يعشق عمله بشرطة الآداب ليحافظ علي الأخلاق العامة..بينما يكسر ذلك يوميا عقب انتهاء نوبته امام (الكام والفيديو شات والموقع الأزرق) –
مسكهما بشدة حتي كادا أن ينفجرا لتسيطر بصمات أصابعه العشر علي بصمتي النادل والعجوز..ثم انهي نوبته وشد الرحال الي قسم الشرطة
بقوة فتح باب الحجز النسائي..صاح الضابط بعد أن رمي النهدين علي ارض الحجز : انتن ايتها العاهرات..لمن منكن هذين..؟
صمت مطبق..لا أحد يجيب..فتح ازرار بنطاله غمر النهدين علي الأرض بماءه..رحل منتشيا وهو لا يعلم أن الأمر لم يكن مؤثرا في نساء الحجز اطلاقا
في سيارة الترحيلات صباحا أمسكت (الحاجة) – سمسارة عاهرات - بالنهدين في الاتجاه الي النيابة وقد انتوت تشغيلهما بصحبة بعض فتياتها فيما يليق بزبون يطمع في المزيد
امام سراي النيابة تنزل في خضم طابور من العاهرات يصعدن السلم في محاذاة طابور نازل من الملتحين اصحاب الجلابيب القصيرة ..تلتقي نظرتها به..انه هو لكن السنوات الطوال واللحية قد غيرتا كل شئ..(انتي اطهر واحده عرفتها في حياتي) هكذا قال لها وقتها قبل ان يذهب الي احدي الدول التي تنتهي ب(ستان) كانت وقتها احد رموز العفة في الحي..ابتسم لها ..تذكرته..وعندما اقترب طابوره النازل من طابورها الصاعد اختطف النهدين من يديها : بالتأكيد سوف احتاجهما
بصقت في وجهه : مرة ثانية يا ابن الكلب..؟
داري النهدين في جلبابه القصير وركب سيارة الترحيلات
في مكتب التحقيق انهي المحقق الأول تحقيقه الطويل مع الإرهابي المشهور عنه الدموية بعد أن اقر بكل شئ الا علاقته بالنهدين المليئين بالبصمات بما فيهم بصمته اللذان عثر عليهما معه...سحب الجند الارهابي مرتديا الكلابشات وخرج المحقق منهكا..النهدين وحدهما علي المكتب..يدخل المحقق الثاني الخبير في عدة أشياء اشهرها البصمات..يأخذهما من علي المكتب بلا اكتراث ويرتديهما ببساطة كقفازين ويخرج
في طريقه الي المنزل يشتري ما يحتاجه من كحوليات فلن يخرج ثانية هذا اليوم علي عكس المعتاد
يدخل منزله ..يرمي قفازيه علي المنضدة ..يدخل حمامه..تراهما زوجته علي المنضدة فتفرح : ها قد عاد إلي نهداي
يخرج.. يتناول عشائه...يدخن...يشرب..يذهب الي غرفة نومه..يتودد لزوجته وقد تهيأت بملابسها الشفافة وتزينت بجمالها الغض ..يحدث ما يحدث ويتم ما يتم..فجأة ينظر الي نهديها في دهشة مشوبة بالشك ... يقف الزمن..يصرخ فيها : ما كل هذه البصمات..؟!...
كنت اعلم من البداية انك امرأة خائنة
......................................................( سامح عثمان )
جااااااامده قوى❤
ردحذفجااااااامده قوى❤
ردحذفربنا يخليكي يارب
حذف